المطالبة بالانسحاب من هضاب الضفة الغربية نابعة من افتراض خاطئ
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • المطالبة بالانسحاب من هضاب الضفة الغربية نابعة من افتراض خاطىء، مفاده أن اليهود محكوم عليهم بالتحول إلى أقلية في أراضي الضفة الغربية و"الخط الأخضر". لكن الوقائع توضح أن الدولة اليهودية ليست مهددة بقنبلة ديموغرافية عربية موقوتة، بل تتمتع بطفرة ديموغرافية يهودية. يعتمد الافتراض الخاطىء على أرقام الإدارة المدنية التي تردد من دون تدقيق سليم، وبهدف المحافظة على "هدوء مصطنع" -  أرقام السلطة الفلسطينية، وتتجاهل المبالغة الرسمية في عدد العرب في الضفة الغربية بمقدار 1.6 مليون.
  • على سبيل المثال، الإدارة المدنية لا تشير إلى أن وثائق المكتب المركزي للإحصاءات ولجنة الانتخابات في وزارة الداخلية الفلسطينية أحصتا 500 ألف فلسطيني يسكنون في الخارج منذ أكثر من سنة، ضمن إحصاء السكان الفلسطينيين. وهذا بعكس ما هو متّبع في العالم الذي يستثني من تعداد السكان في الوطن المقيمين بالخارج منذ أكثر من عام. بالإضافة إلى ذلك، تتجاهل دائرة الإحصاء الفلسطينية ميزان الهجرة السلبي، والبالغ نحو 390 ألف عربي من الضفة الغربية منذ إحصاء 1997، بحسب دائرة السكان الإسرائيلية المسؤولة عن المعابر الدولية.
  • بالإضافة إلى ذلك، هناك 375 ألف عربي من القدس الشرقية و150 ألف عربي من الضفة الغربية ومن غزة، متأهلون من عرب في إسرائيل، ويدخلون ضمن التعدادين للسكان. وفي النهاية، يشير تقرير البنك الدولي في سنة 2006 إلى زيادة مصطنعة تقدَّر بـ32% في أرقام الولادات الفلسطينية. كما أن تقارير الوفيات العربية فيها الكثير من النواقص كما برز في تعداد السكان الفلسطينيين في سنة 2007، الذي برز فيه مواليد 1845. الوقائع المذكورة أعلاه تشير إلى تضخيم مصطنع بحجم 1.6 مليون عربي، أي أن عدد سكان الضفة الغربية هو 1.4 مليون، وليس 3 ملايين.
  • وبعكس الفهم السائد، الديموغرافيا العربية تصبح غربية بصورة دراماتيكية. فقد تراجع معدل الخصوبة لدى المرأة العربية في الستينيات، من 9 ولادات إلى 2.85 ولادات في "الخط الأخضر" في سنة 2022 (3.02 في الضفة الغربية). وهذا التوجه الغربي هو حصيلة النزوح الكثيف من الريف إلى المدينة، بالإضافة إلى تأخُّر سن الزواج من 15 إلى 24 عاماً، وانتشار استخدام وسائل منع الحمل، وتوسّع دخول المرأة في مجال التعليم العالي والعمل وقصر فترة الإنجاب وغير ذلك.
  • في المقابل، يتميز السكان اليهود بطفرة في الولادات، وخصوصاً في القطاع العلماني، في مقابل تراجُع معتدل في معدل الخصوبة لدى الحريديم. في سنة 2022، بلغ عدد الولادات اليهودية 137.566، أي بزيادة 71% عن عدد الولادات في سنة 1995 (80.400)، بينما بلغ عدد الولادات العربية (43.417)، أي بزيادة 19% فقط (36.500). السكان العرب يتوجهون نحو التقدم في السن، بينما اليهود نحو الأكثر شباباً.
  • تتعزز الطفرة الديموغرافية اليهودية أيضاً من خلال الزيادة السنوية في الهجرة وتراجُع حركة "النزوح" عن إسرائيل. في سنة 1990، بلغ عدد النازحين عن إسرائيل 14.200، بينما تراجع في سنة 2020 إلى 10.800. في سنة 2023، إسرائيل أمام زيادة محتملة في عدد المهاجرين، تصل إلى 500 ألف شخص خلال الأعوام الخمسة المقبلة، إذا انتهجت الحكومة سياسة نشطة، ووضعت الهجرة في رأس أولوياتها.
  • في الخلاصة، في سنة 1897، كان يعيش في منطقة الضفة الغربية وفي "الخط الأخضر" أقلية يهودية تبلغ 9%، وفي سنة 1947، بلغت 39%، وتحولت إلى أغلبية 69% في سنة 2022 (7.5 مليون يهودي ومليونا عربي في داخل "الخط الأخضر" و1.4 مليون عربي في الضفة الغربية، ومن المتوقع زيادة مستمرة من خلال زيادة نسبة الخصوبة وميزان الهجرة.
  • الذين يدّعون أن هناك قنبلة ديموغرافية موقوتة هم على خطأ كبير، أو أنهم مضلّلون بشكل فاضح.