التهديدات التي يمكن أن تدفع إسرائيل إلى حرب
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- إن إسرائيل تواجه ذروة موجة "إرهاب" متصاعدة منذ وقت، لكن من دون الوصول إلى عتبة الحرب، وعمليات التصدي والنشاط العملاني لا يلبيان وتيرة التحذيرات (200 تحذير يومياً) والهجمات التي تقع في قطاعات متعددة. في ذروة معركة متعددة الجبهات، يتحرك الجيش بحكمة كبيرة، ويواجه معركة معقدة وحساسة وتنطوي على إمكان اشتعال فوري في إحدى الساحات أو في كلها في وقت واحد، وأي حادث صغير يمكن أن يخرج عن السيطرة ويؤدي إلى معركة شاملة.
- هذه الحوادث ليست صدفة، ويبدو أنها تحدث بالتنسيق والتزامن مع إيران بين أمور أُخرى. إن الجيش الإسرائيلي يتصرف بطريقة صحيحة كي لا ينجر إلى معركة شاملة، لكنه يتأثر بخطوات عالمية وإقليمية وداخلية يمكن تقديمها كأربعة مؤثرات فاعلة في إسرائيل، وتقرّب إمكانات الحرب:
- المؤثر الدولي المتعلق بنشاط وأحداث تشهدها الدول العظمى ودول أُخرى لها تأثير في اللاعبين المركزيين في منطقتنا. من جهة، هناك التقارب "في محور الشر" (روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية) الذي يسمح لإيران بالتقدم في المسألة النووية ونشر "الإرهاب" وعدم الاستقرار، ومن جهة ثانية، هناك عملية السلام مع السعودية (التي من غير الواضح إذا كانت ستصل إلى خواتيمها) وهي حدث دراماتيكي له تداعيات عالمية وإقليمية، لكنه يشجع أيضاً على نشاطات عدائية من أطراف متعددة من أجل عرقلته والمس بإسرائيل.
- المؤثر الأمني، ويتعلق بالتهديدات وعمليات التنظيمات "الإرهابية". إن تزايد التهديدات والعمليات العدائية ناجم عن المؤثر الأول وما يجري لدينا (انظر المؤثر الثالث). ووفقاً له، فإن إسرائيل ضعفت في السنة الأخيرة، وهناك فرصة لتحقيق أحلام قديمة – جديدة ضدها.
- وفي الساحة الشمالية، يقوم نصر الله بتغيير توجهه بعد أحداث المسيرات التي أُطلقت نحو منصة كاريش (في تموز/يوليو 2022) وينتقل من الحذر إلى الغطرسة والاستفزاز، ويخاطر ويقوم بسلسلة حوادث خطرة. ومنطقة الضفة الغربية تشتعل منذ فترة طويلة، فالسلطة الفلسطينية تجد صعوبة، أو لا ترغب في مواجهة الواقع، وتستعد لما بعد أبو مازن، بينما يبدو أن العمليات الجراحية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي قد استنفدت نفسها. وغزة حرصت على البقاء خارج دائرة العنف، لكن في الأيام الأخيرة، غيّرت توجهها عبر أعمال الشغب العنيفة على الحدود.
- المؤثر الداخلي الإسرائيلي – اليهودي والمتعلق بكل ما يجري بشأن الإصلاح القضائي/ الانقلاب الدستوري والاحتجاج الذي لم ينته، والأخطر من ذلك، في نظري، دخول الجيش الإسرائيلي في النقاش السياسي الذي أضر بشدة بأمن إسرائيل والجيش الإسرائيلي نفسه.
- المؤثر الداخلي الإسرائيلي – العربي المتعلق بالجريمة ومشكلة الحوكمة في النقب وفي الجليل، وهذا بالإضافة إلى الكميات الهائلة من السلاح الموجودة في المنطقة، ومن الواضح للجميع أن هذه الأفعال ستوجَه في يوم ما بكامل قوتها نحو إسرائيل.
- في هذه الأيام التي تُحيي إسرائيل فيها ذكرى مرور 50 عاماً على حرب يوم الغفران، لا يمكن عدم التطرق إلى 3 دروس من هذه الحرب لا تزال مهمة اليوم أيضاً؛ أولاً، المبادرة، والضربة الاستباقية، وهذه مسألة تتطلب تفكيراً عميقاً. ثانياً، من الواضح للجميع أن الروحية هي التي انتصرت في الحرب، وفي مواجهة الواقع يجب الاهتمام بها أكثر. وفي النهاية، إحدى خلاصات لجنة أغرانات كانت زيادة الوحدات البرية في الجيش الإسرائيلي، ومن دون الدخول في الأرقام والتفاصيل، فإن الجيش الإسرائيلي يعمل على عكس ذلك في السنوات الأخيرة. هل حجم القوات في سلاح البر مناسب لنشوب حرب كبيرة متعددة الجبهات؟ كما هو معروف؛ لا مكان للضعفاء في الشرق الأوسط، فاللغة هنا هي لغة القوة، والاختبار في نهاية الأمر هو في الأفعال، وليس في الأقوال.