العقبة التي تعترض نتنياهو في الطريق إلى اتفاق مع السعودية ليس الموضوع النووي
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- "لقد كان أسبوعاً ناجحاً لكل الأطراف"، هكذا وصف مصدر في السلطة الفلسطينية التطورات منذ المقابلة التي أجرتها محطة فوكس نيوز الأميركية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. في تلك المقابلة، اعترف ولي العهد للمرة الأولى بأن التطبيع بين إسرائيل والسعودية يقترب، وأن المملكة زعيمة العالم العربي والإسلامي مهتمة بـ"تحوّل إسرائيل إلى لاعب في المنطقة."
- على الرغم من محاولات الفلسطينيين إثارة انطباع بأنهم يسيطرون على تسلسل الأحداث، فإن كلام بن سلمان فاجأ قليلاً القيادة الفلسطينية التي كانت تنتظر، ولو تلميحاً، سماع تطرُقِه إلى إقامة دولة، أو ذكر مبادرة السلام العربية السعودية، بيد أن الفلسطينيين اضطروا إلى الاكتفاء بتطلع بن سلمان إلى "تحسين حياتهم."
- لكن التوضيحات السعودية لم تتأخر في الوصول، فقد قام السفير السعودي نايف السديري هذا الأسبوع بزيارة إلى رام الله على رأس وفد سعودي هو الأرفع مستوى في العقود الثلاثة الأخيرة، ولبى ما ينتظره الفلسطينيون منه عندما صرح لوسائل الإعلام: "نعمل من أجل قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. ونحن معنيون جداً بالقضية الفلسطينية وبإيجاد حل يعتمد على قرارات الشرعية الدولية."
- وعلى الرغم من تقرير رويترز أن السعودية توافق على التطبيع مع إسرائيل من دون "تنازلات كبيرة للفلسطينيين"، فإن الكلام في الغرف المغلقة كان مختلفاً؛ فقد أوضح السفير السعودي لأبو مازن وأعضاء القيادة الفلسطينية أن المملكة تتعهد المحافظة في إطار أي اتفاق مستقبلي على إمكان قيام دولة فلسطينية، ولو ليس في المدى المنظور. وقد قام مصدرٌ بحضور اجتماعات السديري المتعددة، وأوضح أن هذه الجملة تكررت، والهدف إقناع القيادة الفلسطينية بأن من مصلحتها المحافظة على حل الدولتَين من أجل نشوء خطوات مستقبلية من شأنها ممارسة الضغط على إسرائيل في هذا الاتجاه.
قضية تخصيب اليورانيوم
- في الجانب الإسرائيلي، تركز الحديث على صعوبات أُخرى مختلفة عن تلك الموجودة في الجانب الفلسطيني؛ فزعماء المعارضة قلقون من أن يتضمن الاتفاق مع السعودية قيام برنامج نووي مدني على أراضي المملكة، وحتى المستعدون بينهم لقبول برنامج من هذا النوع من دون السماح بتخصيب اليورانيوم في الأراضي السعودية، يطالبون بموافقة تفصيلية من المستوى الأمني على صفقة من هذا النوع. يتابع السعوديون باهتمام التطورات داخل إسرائيل في هذا الشأن، وَهُم يفحصون في الأسبوع الأخير عبر وسائل الإعلام والنقاش في الساحة الداخلية مدى جدية المعارضة الداخلية الإسرائيلية لخطوة كهذه.
مركز اهتمام السعودية هو المسجد الأقصى
- السعودية، بخلاف دول الخليج التي وقّعت اتفاقات أبراهام، هي دولة الـ40 مليون نسمة الذين لا يعبّرون عن موقفهم عبر وسائل الإعلام السعودية الرسمية بالتأكيد، بل أساساً في المساجد وفي الحديث الداخلي العام الذي يسيطر عليه زعماء متدينون محليون في مناطق أقل إعجاباً بولي العهد محمد بن سلمان. وليس المقصود بضع مئات من الآلاف الذين يمكن الاستهانة بأهميتهم، ولا مراكز قوى يمكن أن تسقط الحكم.
- مع ذلك، فإن اتفاق سلام مع السعودية يُعتبر في السعودية اتفاق سلام مع الكيان الذي يسيطر على المكان الثالث المقدس في الإسلام وهو المسجد الأقصى. وكان السفير السعودي قد خطط لزيارته والصلاة فيه، لكنه غيّر رأيه في اللحظة الأخيرة.
- ووفقاً لتقديرات مصادر فلسطينية رافقت الوفد السعودي في رام الله، فقد تخوَّف السفير من استقبال سلبي من جانب المصلين غير الراضين عن مجمل الاتفاق الآخذ في التبلور مع إسرائيل.
- في أي حال، فإن العقبة الأساسية أمام سلام سعودي – إسرائيلي ليس القضية الفلسطينية، وأيضاً ليس المعارضة في إسرائيل التي لا تسارع إلى منح نتنياهو إنجازاً، وبالتأكيد ليس البرنامج النووي السعودي، مهما يكن معقداً. إنما العقبة الأساسية هي حكومة نتنياهو بحد ذاتها، التي كانت توشك على الانهيار مؤخراً بسبب معارضة وزير المال بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير نقل عدة مركبات مدرعة إلى السلطة الفلسطينية.
- لو حضر سموتريش وبن غفير اجتماع أبو مازن مع السفير السعودي كانا سيُسقطان الحكومة، لأن هذا الاجتماع تضمن قائمة بالمطالب التي يريد الفلسطينيون أن تُنفّذها إسرائيل على الفور؛ تجميد البناء في المستوطنات، وإشراك القوى الأمنية الفلسطينية في المعابر الحدودية، وتحويل أموال الضرائب التي خصمتها إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية، وهذه قائمة جزئية فقط.
الكلمات المفتاحية