الدولة فقدت سيطرتها على العنف

فصول من كتاب دليل اسرائيل

المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • في خضم الأعياد، يزداد الشعور في إسرائيل بالفوضى وفقدان السيطرة. العنف ينتشر في المجتمعيْن العربي واليهودي. حتى أن ملعب كرة القدم تحول إلى ساحة للعنف. وضع الأمن الشخصي للإسرائيليين يتدهور. يجري هذا في الوقت الذي يحرّض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ضد أنصار الاحتجاج، ويطلب من الشرطة التحرك ضدهم مثلما تتحرك ضد الذين يبصقون على المسيحيين والكنائس المسيحية في القدس.
  • يظهر عجز الشرطة الإسرائيلية المطلق في كل المجالات. وعلى الرغم من وقوع 200 حادثة قتل في المجتمع العربي، فإنه لم يُحلّ سوى جزء ضئيل منها لا يُذكر، ولا أحد يتحدث عن كيفية منعها. في كل يوم تقريباً، وفي كل مكان في البلد، يطلقون النار على نساء ورجال يسقطون ضحية عجز الشرطة. ياسمين محاميد (26 عاماً)، أم لطفلتين، قُتلت جرّاء إطلاق النار عليها هذا الأسبوع في عرعرة.  بعد مرور ساعات، قُتلت سلام حجيج (45 عاماً) داخل سيارتها في شفاعمرو. في ذلك الصباح، عُثر على مواطن من أم الفحم مقتولاً بالرصاص في منزل مهجور في المدينة. لقد جرى هذا بعد أسبوع على مقتل خمسة أفراد من عائلة واحدة في منزلهم في بسمة بطعون.
  • ليس في المجتمع العربي فقط يزداد الإحساس الشخصي لدى الإنسان الصادق بالفوضى. فقد ازدادت حوادث القتل في المجتمع اليهودي أيضاً (في بسغات زئيف وأور يهودا)، وفي الوقت عينه، وسط السكان الإريتريين في إسرائيل-في نتانيا وأشدود وجنوبي تل أبيب-العنف يحصد ثمنه من أرواح الناس. وسط هذا كله، تزداد الأخبار عن عنف وبلطجة رجال الشرطة الذين يحظون بدعم الوزير المسؤول عنهم، بن غفير. لو كنا في دولة عادية، لكان أُقيلَ من منصبه، وعُيّن مكانه شخص يتمتع بالكفاءة، وليس مهرجاً. لكننا لسنا في دولة عادية، وفقدان السيطرة في الشوارع ليس صدفة. هو عرض من أعراض رئيس حكومة منخرط في معركة بقاء شخصية على حساب الناس، وحكومة تواصل العمل على الانقلاب الدستوري بجنون، من خلال تحويل مسعور لميزانيات هائلة إلى الحريديم، وتقديم مساعدة كبيرة إلى لصوص الأراضي من المستوطنين، بينما يموت الناس في الشوارع. هذه الحكومة يجب أن تختفي من الوجود، قبل أن تصبح الأضرار الهائلة والجسيمة أمراً لا يمكن إصلاحه.