نتنياهو هو المذنب الأساسي ويجب أن يرحل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • المفهوم القائل إن "الوقت الآن ليس للبحث عن مذنبين، وكلنا شعب واحد"، جرى اختراعه وتطويره خلال سنوات حُكم بنيامين نتنياهو الطويلة. الشخص الذي لم يُتهم على الإطلاق بالفساد والفشل، وبالخراب والمأساة والهزيمة، وسيسارع على الدوام إلى نسب فضل النجاحات إليه، حتى عندما لا تكون نجاحاته. لقد اعتمد نتنياهو على الروحية الإسرائيلية الجميلة والمتينة للتكاتف والتضامن، وخصوصاً في أوقات المحن والمأساة. لكن، هو آخر مَن يحقّ له الاحتماء بهذه الروحية التي فكّكها بيديه، وعلى مر السنين، عمداً، وبشكل جذري.  وفي الوقت الذي ما زلنا نحصي عدد قتلانا وجرحانا وأسرانا بصدمة ولوعة، والذين نعرف العديد من أقاربهم، يمكننا القول، ويجب أن نقول إن: نتنياهو هو المذنب المركزي في الكارثة المريعة التي حلّت بنا اليوم.
  • هو مذنب بالعمى الاستخباراتي. القائد الحقيقي ليس حارس أمن في الفرقة 8200، وليس مراقباً في مباراة رماية، وليس أمين سرّ في الشاباك. المطلوب من القائد رؤية الصورة الكبيرة ما وراء الأفق. هو يرى فقط الصور الصغيرة، وكلها تتعلق بسلامته. وعندما رفض مراراً الإصغاء إلى تحذيرات كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية من أن الجيش، الذي يُعتبر مرآة المجتمع الإسرائيلي، تآكلت قوته وضعف بسبب التصدع والخلافات الداخلية التي خلقها نتنياهو شخصياً، كان مقتنعاً بأن التحذيرات هي مؤامرة ضده - لذلك، هو مذنب.
  • هو مذنب بإدخال مجموعة من المتعصبين العنصريين غير الشرعيين، والمؤيدين للإرهاب، إلى مناصب أساسية في هذه الحكومة المختلة، فقط للدفاع عن بقائه. هو مذنب بالسكوت عندما أحرقوا الأرض وأعلنوا على الملأ تأييدهم لمثيري الشغب والقتلة الذين اعتدوا على الفلسطينيين العزّل. مذنب لأنه سمح لهم بإشعال مراكز الاحتكاك بالفلسطينيين في حوارة، وفي حرم المسجد الأقصى. مذنب لأنه تحت قيادته، جرى نقل قوات كبيرة جداً من الجيش الإسرائيلي من مستوطنات غلاف غزة إلى النقاط المشتعلة التي أشعلها شركاؤه، سواء في الخيمة السخيفة التي أقاموها في عيد العُرش في حوارة، أو من خلال الصلوات والاستفزازات في قبر يوسف.
  • هو متهم بخسارة القدرة على الردع، التي تُعَد أحد مظاهر القوة الأساسية للجيش عموماً، وللجيش الإسرائيلي خصوصاً. وعندما حذّروه من تآكل قوة الردع، ومن أن أعداءنا يكشفون ضعفنا، وهو ما يجعلهم أكثر خطراً وجرأةً، لم يفعل شيئاً لوقف التدهور نحو الهاوية. هو مذنب اليوم تحديداً، لأن ما تبقى من قوة ردعنا الهائلة صور مرعبة لاحتلال "حماس" الجنوب، وبحر من الألم والصدمة.
  • هو مذنب لأنه رعى "حماس" وأغدق عليها كما لم يفعل أي زعيم سبقه، وكل ذلك كي يُضعف ويجفف ويدهور السلطة الفلسطينية ورئيسها الزعيم الفلسطيني البراغماتي وغير الأصولي الأخير، الذي كان من الممكن التوصل معه إلى اتفاق.  لقد أهمل السلطة لمصلحة تنظيم "إرهابي" عنيف، أجرى معه مفاوضات أكثر من مرة، لأن السلطة تشكل خطراً كبيراً، في نظره: خطر التوصل إلى تسوية دائمة.
  • هو متهم لأنه لم يقُم بصوغ استراتيجيا لحلّ النزاع الدامي مع جيراننا، وتجاهل ما يجري تحت أنظارنا، ويحاول الحصول على ربح سياسي غير مفيد من المسألة الإيرانية، ومن التوظيف بالسعودية.

......

  • هذه هي المرة الثانية التي تجد فيها إسرائيل نفسها في حالة ضعف وصدمة في مواجهة هجوم مباغت من طرف العدو. في الماضي، كانت إسرائيل في مواجهة جيوش كبيرة ومسلحة جيداً، اليوم، هي في مواجهة تنظيم "إرهابي" من حجم متوسط. يومها، سقط مقاتلونا دفاعاً عن الجبهة الداخلية. هذه المرة، تخلّوا عن الجبهة الداخلية التي تحولت إلى خط الجبهة مع الشيوخ والأطفال، وقلوبنا تقطعت لوعةً وخوفاً لدى سماعنا أصوات استغاثاتهم، من دون مجيب.
  • هل سمع نتنياهو هذه الأصوات؟ ولماذا لم يفعل شيئاً؟ أين اختفت أوامره وتوجيهاته الشهيرة؟ أين اختفى في هذه الساعات المصيرية التي جرى خلالها احتلال إسرائيل؟ رئيس الحكومة لم يكن موجوداً. سلوك غولدا مئير لا يقارَن بسلوكه في هذه الحرب الأخيرة التي لا نزال في بداياتها. يجب ألّا يواصل إدارة هذه المعركة، غولدا غادرت حينها. ونتنياهو يجب أن يرحل.
 

المزيد ضمن العدد