القتال في غزة، المطلوب هجوم واسع وليس عمليات دقيقة
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

  • بصفتك كنت مسؤولاً عن القطاع الجنوبي في الشاباك الذي كان يعمل أيضاً في قطاع غزة، كيف يمكن أن تنفّذ "حماس" هجوماً من هذا النوع من دون أيّ تحذير؟
  • "صحيح هذا كان يجب ألّا يحدث. هجوم 'حماس' المفاجئ هو ضربة قاسية لصورة الردع الإسرائيلي. بغض النظر عن الأثمان المباشرة الباهظة جداً، المادية والنفسية. هذا الهجوم يؤذي أيضاً ثقة المواطنين بالمؤسسة الأمنية. وهذا هو أحد أهداف 'الإرهاب'. لاحقاً، سيحين وقت الأسئلة الصعبة والتحقيقات والدروس. الآن، يجب تخصيص انتباهنا وجهودنا لإنجاح القتال والشدّ على أيادي القادة والمقاتلين في مختلف الأجهزة الأمنية."
  • كيف يعقل أنه بعد مرور أكثر من 24 ساعة على بدء القتال، وما زلنا لا نملك حتى الآن صورة واضحة لِما يحدث، ولا حتى كم هو عدد المخطوفين؟
  • "الضباب الثقيل هو نتيجة حجم الأحداث، وعدد المواقع الكبير للاشتباكات والمشاركين فيها، ونتيجة الضرر الذي لحِق بهيكل القيادة والتحكم، وهي التي تضع الصورة العامة في هذه الأوضاع."
  • "هناك الكثير من التحديات المركّبة التي تنتظر أجهزة الأمن. البعد الزمني لا يؤثر بالحجم نفسه في الجميع، ويجب تحديد الأولويات، والعمل وفقها بخطط منظمة وبرودة أعصاب. وقبل كل شيء، يجب استكمال عملية تطهير منطقة القتال في إسرائيل من وجود 'المخربين' والتأكد من أنه لم يتبقّ هناك أيّ عنصر خارجي. وفي المقابل، يجب مأسسة السيطرة الكاملة على طول الشريط الحدودي، والتوصل إلى صورة أمينة عن عدد المخطوفين والمفقودين، والتحضير عسكرياً لإمكانية انضمام حزب الله، أو إحدى أذرع إيران الأُخرى إلى القتال."
  • "أقترح على المستوى السياسي توجيه أوامره فوراً إلى الجيش لبناء "إطار أمني" على مساحة 300 متر شرقي الحدود، وعلى طولها، والإعلان أن كل فلسطيني يدخل إلى هذه المنطقة يعرّض نفسه للخطر، وأن يحددوا أوامر إطلاق النار بشكل ملائم. مراقبة هذه المنطقة وتفعيل قوة النار يمكن أن يتولاهما سلاح الجو من السماء، من دون الحاجة إلى وجود قوات عسكرية في الميدان على الأرض."
  • ما هو احتمال أن يكون هجوم "حماس" منسّقاً مع إيران ويشكّل بداية شيء أكبر من طرفهم بالتعاون مع حزب الله أو جهات أُخرى؟
  • "هذا السيناريو يجب أن يبقى مطروحاً أمام متّخذي القرار والقيادة العسكرية. لذلك، يجب أن نكون مجهّزين أيضاً لموجهته، وأن نتأكد أننا لا نستنفد قدراتنا أمام جبهة واحدة."
  • كيف يجب على إسرائيل التعامل مع قطاع غزة؟
  • "من دون الحاجة إلى مصطلحات من عالم الاستراتيجيا والتحليلات المبتذلة، الهدف الأول الذي على إسرائيل تحقيقه، يجب أن يكون عبر معركة في غزة، هو التقليل من الضرر الذي لحِق بصورة الردع الإسرائيلية. وللوصول إلى ذلك، يجب تدفيع 'حماس' ثمناً كبيراً جداً - جداً. وللأسف الشديد، في المنطقة التي نعيش فيها، حجم الثمن يقرره حجم المصابين.
  • يجب التخلي عن أسلوب العمليات الجراحية. صحيح أنها تمنحنا إصابة دقيقة للأهداف، وتعكس القدرات الخاصة لدى إسرائيل، لكن يجب التجهّز الآن لمعركة مركّبة ومستمرة، وفي جميع الأحوال، لن تستطيع طريقة العمل هذه وحدها تدفيع "حماس" ثمن الهجوم القاسي الذي نفّذته."
  • "بدلاً من ذلك، يجب تحذير المجتمع من نية إسرائيل الضرب بشكل واسع وفوري، وبعد انتهاء المهلة، يجب الضرب بشكل كثيف. سيكون من الصواب إبادة كل ما يتعلق بـ'حماس': بيوت النشطاء؛ مكاتب الحكومة؛ مكاتب الحركة؛ المؤسسات؛ فروع البنوك؛ المركبات؛ مولدات الطاقة؛ المراكب؛ المخازن؛ والمصانع. ويجب وقف العمل بأسلوب 'الطَرق على السقف' [تحذير مسبق قبل القصف الكثيف] الذي يبطئ وتيرة التنفيذ والعمل."
  • وماذا عن المدنيين في غزة؟
  • "إسرائيل دفعت أثماناً كبيرة جداً بسبب هذا الاعتبار. بعد الهجوم الذي تعرّضنا له أول أمس (السبت)، يجب وقف هذا الاعتبار ومنعه من تقرير سياساتنا. وأكثر من ذلك، على إسرائيل أن تتحرر من كل ما يتعلق بالاقتصاد في قطاع غزة ورفاهية سكانه. يجب وقف معادلة الرابط المدني مع غزة، وإغلاق المعابر كلياً بين إسرائيل والقطاع، وضمنها إدخال الوقود والبضائع من معبر إيرز، وخفض التغذية بالكهرباء، وتشويش الاتصالات والإنترنت في غزة برمتها."
  • وماذا عن التأثير المتوقع في جبهة الضفة؟
  • "هناك تأثيرات متناقضة لِما حدث: من جهة، يرفع من المعنويات في الجانب الفلسطيني، ويشكل دفعاً إلى التقليد والمزيد من العمليات. ومن جهة أُخرى، الفلسطينيون في الضفة يعلمون بأن إسرائيل متألمة الآن جداً، ولن تكون صبورة إزاء أيّ استفزازات. أنا أعتقد أنه يجب فرض إغلاق شامل أيضاً على الفلسطينيين في الضفة. في هذا الوقت، يجب تركيز الجهود العسكرية في غزة، وعدم المخاطرة بعمليات في الضفة."
  • ما رأيك في اقتراح الوزير بن غفير بجعل ظروف الأسرى الأمنيين أصعب؟
  • "أعتقد أن هذا الوقت هو الوقت الملائم أيضاً للبحث في مقترحات تغيير ظروف الأسرى الأمنيين في إسرائيل. صحيح أنه سيؤدي إلى المزيد من التوترات، لكننا الآن في حالة قتال، والأمور ترتبط أيضاً بعمليات الخطف التي قامت بها 'حماس'."
  • ألا تتخوف من الردود الدولية على الخطوات الإسرائيلية؟
  • "في العالم، يعرفون الظروف جيداً. قوة هجوم 'حماس' تمنح إسرائيل الشرعية للقيام بخطوات غير تقليدية. من غير الصواب العمل مع ساعة توقيت تنبهنا متى يجب أن نتوقف، والتخوف من ردات فعل المجتمع الدولي."
  • ما هو التأثير المتوقع في احتمالات التطبيع مع السعودية؟

"من السابق لأوانه التقدير الآن. في جميع الأحوال، أقترح أن نرى الخطط المهمة بشأن السعودية كعامل يمكن أن يكون له تأثير كابح بشأن غزة. الشارع في السعودية، كما يبدو، لن يردّ بإيجابية على ما تقوم به إسرائيل، لكن حتى هناك، سيفهمون أن هذا الأمر مبرَّر، ويقدّرون مَن يردّ بقوة على هجوم إجرامي كهذا."

 

المزيد ضمن العدد