في الطريق إلى عملية برية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • في يوم الاثنين، وفقط بعد 50 ساعة على اقتحام "مخرّبي" "حماس" "الأراضي الإسرائيلية"، للمرة الأولى، أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنه تمت السيطرة الكاملة على غلاف غزة. والآن، الجيش بصدد التحضير للمرحلة المقبلة التي لا مفر منها: مناورة برية واسعة النطاق في داخل قطاع غزة.
  • وعلى عكس المواجهات الماضية مع "حماس"، يبدو هذه المرة أن المستوى السياسي ينوي إعطاء الأوامر للقيام بمثل هذه الخطوة التي يمكن أن نشعر بها من خلال التعبئة الواسعة للاحتياطيين، ومن التقارير التي تحدثت عن تبليغ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي جو بايدن نيته القيام بذلك.
  • إن الإحجام عن القيام بمناورة برية كان سِمة دائمة تميّز سياسة استخدام القوة في إسرائيل في العقود الأخيرة، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بقطاع غزة: على سبيل المثال، خلال الانتفاضة الثانية الأخيرة [انتفاضة الأقصى 2000] بلورت هيئة الأركان العامة خطة "الدفاع عن الوطن" التي كان الغرض منها أن تكون الصيغة الغزّية لعملية "الجدار الواقي" [في الضفة الغربية 2002]، لكن اتُّخذ قرار عدم القيام بها، خوفاً من تعرُّض جنود الجيش الإسرائيلي في غزة لخطر أكبر من الخطر في الضفة الغربية. صحيح أنه خلال عمليتيْ "الرصاص المصبوب" [2008] والجرف الصامد [2014]، كان هناك دخول بري للقوات الإسرائيلية إلى القطاع، لكن في الحالتين، استمر ذلك لوقت قصير.
  • الخوف الدائم من التورط في المستنقع الغزّي، كان مبرراً على الدوام حتى يوم السبت الأخير. الهجوم "الإرهابي" أدى إلى إعادة التنظيم والإدراك أن الأوقات الصعبة تتطلب استخدام وسائل متشددة.
  • المناورة البرية الواسعة النطاق في غزة، سيكون لها عدة أهداف:
  • الهدف الاستراتيجي: أثبتت تجربة الماضي أنه لا يمكن تحقيق إنجازات عسكرية جوهرية بواسطة استخدام النار من الخارج فقط، ولا يوجد بديل من احتلال الأرض للسيطرة على حركة الدخول والخروج منها. يجب التشديد على أن سيناريو تحرير المخطوفين بعملية عسكرية وقتال برّي يبدو حتى الساعة سيناريو غير معقول، لكن السيطرة على أرصدة حيوية لـ"حماس"، والتي لا يمكن أن تتحقق إلّا ضمن إطار عملية برية، يمكن أن تُستخدم كورقة مقايضة في المفاوضات مع الحركة.
  • الهدف المعنوي: تحقيق إنجازات عسكرية جوهرية ضروري اليوم لترميم المزاج النفسي الكئيب وإعادة ثقة الناس بالجيش. لسنا بحاجة إلى استطلاعات الرأي لمعرفة المزاج السائد في إسرائيل: حزن عميق، غضب، وإحساس بالعجز، وانعدام الثقة بالجيش الإسرائيلي. فمن جهة، الجمهور في إسرائيل بحاجة إلى رؤية استعادة القدرات القتالية البرية للجيش الإسرائيلي ويطالب بها، ومن جهة ثانية، سحق "حماس".
  • الهدف الردعي: مَن ينتظر الآن الخطوة التالية لإسرائيل، إنها إيران وحزب الله والفلسطينيون في الضفة الغربية. صحيح أن الجيش الإسرائيلي كثّف هجماته الجوية على غزة بصورة كبيرة، لكن الاكتفاء بالضربات الجوية، مهما كانت قوية، سيبدو رداً ضعيفاً، في نظر أعداء إسرائيل، ويمكن أن يدفعهم إلى الانضمام إلى الحرب ضدها.
  • الثمن البشري لعملية برية باهظ. وبالإضافة إلى التحديات التي يفرضها القتال في أراضٍ هي الأكثر كثافة سكانية في العالم، يمكن الافتراض أن "حماس" مستعدة لمواجهة احتمال غزو برّي إسرائيلي للقطاع، وقد أعدّت منذ الآن "الاستقبال الملائم" للقوات الإسرائيلية، من تحت الأرض وفوقها.
  • لكن يبدو أنه لا مفرّ. الارتفاع الحاد في الخطر الذي تمثله "حماس"، بالإضافة إلى الشرعية الداخلية والدولية يمنحان إسرائيل فرصة لتحسين صورة الوضع المزري.
 

المزيد ضمن العدد

هارتس