بايدن يؤكد دعم واشنطن الكامل والتام وغير المشروط لإسرائيل ويشدّد على استمرار تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن دعم واشنطن الكامل والتام وغير المشروط لإسرائيل.

وجاء تأكيد بايدن هذا في مؤتمر صحافي خاص عقده في البيت الأبيض مساء أمس (الثلاثاء)، وذلك بعد أن أجرى مكالمة هاتفية استمرت أكثر من 40 دقيقة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، هي الثالثة منذ شنّت "كتائب القسّام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، هجومها على إسرائيل وإطلاق حملة "طوفان الأقصى" يوم السبت الماضي.

وقال بايدن إن الولايات المتحدة عزّزت أيضاً وضع قواتها في منطقة الشرق الأوسط لتقوية الردع، في إشارة إلى نشر حاملة طائرات في شرق المتوسط، وشدّد على أن واشنطن مستعدة لتحريك المزيد من القوات عند الحاجة. وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس بأن الولايات المتحدة سترسل حاملة طائرات ثانية لترابط بالقرب من إسرائيل.

ووجّه بايدن رسالة إلى حزب الله، قائلاً: "إن الولايات المتحدة مستعدة للتدخل في أي لحظة بواسطة حاملة الطائرات ’جيرالد فورد’. وبالنسبة إلى أولئك الذين يفكرون في استغلال الفرصة، لديّ كلمة واحدة: لا تفعلوا ذلك."

وأكد بايدن مقتل 14 أميركياً على الأقل، واحتجاز عدد آخر كرهائن لدى "حماس"، وشدّد على أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل، اليوم وغداً، على غرار ما تفعل على الدوام.

وأعلن أمس أن حاملة الطائرات الأميركية "جيرالد فورد" وصلت إلى أقصى شرق البحر المتوسط، ضمن مساعي واشنطن لتوفير دعم جوي، أو خيارات لضربات بعيدة المدى، ولزيادة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، دعماً لإسرائيل، في ظل مخاوف إسرائيلية وأميركية من احتمال تحوُّل المواجهة مع "حماس" إلى مواجهة إقليمية أكثر خطورةً، عبر فتح حزب الله جبهة أُخرى من الشمال.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في بروكسل أمس، إن مجموعة صغيرة من قوات العمليات الخاصة الأميركية تعمل الآن مع الإسرائيليين، للمساعدة في التخطيط والاستخبارات خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية. وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن الطائرات الحربية والمدمّرات والطرادات الأميركية التي أبحرت مع حاملة الطائرات "جيرالد فورد" في اتجاه شرق البحر المتوسط، ستنفّذ عمليات بحرية وجوية، تتراوح بين جمع معلومات استخباراتية واعتراضات وضربات بعيدة المدى.

وقال الناطق بلسان وزارة الدفاع الأميركية باتريك رايدر في وقت سابق أمس، إن الغرض من إرسال حاملة الطائرات إلى المنطقة هو في المقام الأول إظهار الدعم لإسرائيل، ولكن أيضاً إرسال رسالة ردع إلى إيران وحزب الله، فحواها: لا تصعّدوا الوضع. وأضاف أن حاملة الطائرات تتمتع بقدرات استخباراتية ومراقبة، فضلاً عن القدرة على الردّ، وهو ما سيسمح لها بالردّ في أي موقف. وأضاف: "سنترك طائرات الـ إف-35 في المنطقة، ونضيف مقاتلات من طراز إف-15 وإف-16، لمنحنا مجموعة متنوعة من الخيارات. وسترافق حاملة الطائرات المتقدمة، التي تحمل على متنها ما يقرب من 5000 بحار، طائرات حربية ومدمّرات وصواريخ موجهة، في استعراض للقوة يهدف إلى الاستعداد للرد على أي شيء، بدءاً من منع وصول أسلحة إضافية إلى ’حماس’ وإجراء مراقبة."

وأُعلن أمس أيضاً أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيقوم غداً (الخميس) بزيارة إلى إسرائيل لإبداء التضامن الأميركي، وللتباحث في شأن الموارد الإضافية التي يمكن أن تقدمها واشنطن إلى إسرائيل.

في المقابل، رفضت حركة "حماس" تصريحات بايدن، وأكدت في بيان صادر عنها حقّ الشعب الفلسطيني في المقاومة وإنهاء الاحتلال.

وأكد البيان أن تصريحات الرئيس الأميركي تُعتبر محاولة للتغطية على إجرام وإرهاب الحكومة الإسرائيلية، إذ أنه لم يقُم بالإشارة مطلقاً إلى المجازر التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بدم بارد، وعلى مرأى ومسمع العالم.

ودعا بيان "حماس" الإدارة الأميركية إلى مراجعة موقفها المنحاز، والابتعاد عن سياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي، وأكّد حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية، وفي القلب منها المسجد الأقصى، حتى تحقيق تطلعاته المشروعة إلى التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

 

المزيد ضمن العدد

هارتس