حثّت سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا أمس (الخميس) رعاياهما على مغادرة لبنان، على خلفية التوتر الذي تشهده منطقة الحدود مع إسرائيل.
وقالت السفارة الأميركية في تحذير أرسلته إلى رعاياها في لبنان: "تحثّ وزارة الخارجية المواطنين الأميركيين في لبنان على وضع خطط للمغادرة في أقرب وقت ممكن، بينما لا تزال خيارات السفر التجارية متاحة. وتوصي الراغبين في البقاء بإعداد خطط، استعداداً لحالات الطوارئ."
وكانت الولايات المتحدة رفعت أول أمس (الأربعاء) مستوى التحذير من السفر إلى لبنان من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الرابعة، وهي الأعلى، ونصحت جميع الأميركيين بعدم السفر إليه، وسمحت كذلك بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم في سفارتها في بيروت.
وحدّثت السفارة البريطانية في بيروت نصيحة السفر إلى لبنان، وقالت في بيان صادر عنها أمس: "تنصح وزارة الخارجية والتنمية الآن بعدم السفر إلى لبنان، وتشجع المواطنين البريطانيين الذين يعتزمون المغادرة على القيام بذلك الآن، طالما أن خيارات السفر التجارية متاحة." وحثّ البيان الرعايا البريطانيين على البقاء يقظين، وأن يتجنبوا أيّ تجمعات، أو مسيرات، أو مواكب، واتباع تعليمات السلطات المحلية، وكرّر التنبيه بأن الوضع لا يمكن التنبؤ به، ويمكن أن يتدهور من دون سابق إنذار.
يُذكر أنه منذ شنّت حركة "حماس" هجوماً مباغتاً على جنوب إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، تشهد حدود لبنان مع اسرائيل توتراً، على خلفية قصف ومحاولات تسلُّل في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، وتردّ إسرائيل بقصف شبه يومي على مناطق حدودية في جنوب لبنان.
وأُطلقت أمس قذائف من لبنان نحو بلدات الجليل الغربي والجليل الأعلى، بينها نهاريا وكريات شمونة وشلومي، بينما ردّ الجيش الإسرائيلي بقصف مصادر إطلاق النار في جنوب لبنان.
وأعلنت "كتائب القسّام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" في لبنان، مسؤوليتها عن إطلاق رشقة صاروخية مركزة، مكونة من 30 صاروخاً، من جنوب لبنان في اتجاه بلدات الجليل الغربي، أبرزها نهاريا وشلومي، وفقاً لما جاء في بيان لها.
من جانبه، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق نحو 20 قذيفة من لبنان، وقام الجيش بقصف مدفعي لمصادر إطلاق النار.
وفي وقت سابق أمس، أُطلقت قذيفة مضادة للدروع من لبنان في اتجاه بلدة إسرائيلية حدودية، وردَّ الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي استهدف مواقع في جنوب لبنان.
وأُعلن في لبنان أمس أن حصيلة قتلى حزب الله خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان منذ عملية "طوفان الأقصى"، ارتفعت إلى 12 قتيلاً.
في المقابل، سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالكشف عن إصابة جندي إسرائيلي آخر بجروح متوسطة جرّاء إطلاق صاروخ مضاد للمدرعات من جنوب لبنان.