إنها ليست "فترة انتظار": المناورة البرية على الطريق، والوقت يلعب لمصلحتنا
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • خلال الأيام الماضية، كثُر الحديث عن المناورة البرية المرتقبة. حتى إن هناك مَن يستعمل مصطلح "التردد". أولاً، يجب ترتيب الأمور والفصل بين مقياسين: الأول، أهداف الحرب التي تم تعريفها، وعلى رأسها تفكيك "حماس" كسلطة في غزة، وتفكيك الذراع العسكرية الخاصة بها، بالإضافة إلى تحرير الرهائن؛ أما الثاني، فإنه طرق العمل التي يمكن أن تحقق هذه الأهداف التي وضعها المستوى السياسي.
  • نظرياً، يمكن أيضاً إخضاع "حماس" من دون مناورة برية. هذا ممكن، لو كان لدينا وقت غير محدود لاستمرار القصف الجوي، إلى جانب الحفاظ على حصار مطبق. النموذج الأشهر من ذلك حرب كوسوفو، حيث تم التوصل إلى حسم عبر القصف. وعملياً، الوقت المطلوب لذلك لا يلائم إسرائيل، لا على صعيد الشرعية الدولية، ولا على صعيد الاقتصاد الإسرائيلي الذي يتأثر طبعاً باستمرار الحرب. فضلاً عن أن إسرائيل تريد السماح للجمهور بالعودة إلى روتين الحياة الطبيعية خلال وقت معقول، في الوقت الذي أوقف مئات الآلاف من جنود الاحتياط حياتهم للدفاع عن الوطن.
  • هل معنى ذلك أنه يجب الإسراع في المناورة البرية؟ طبعاً لا. نحن في حرب. سلاح الجو يقصف القطاع منذ أيام طويلة. لذلك، فإن الحديث لا يدور عن "حالة انتظار" لا يتلقى فيها الطرف الآخر الضربات. يتلقى - وكثيراً جداً. إسرائيل تستعمل قوة نيران غير مسبوقة وتصيب القيادات والبنى العسكرية والمنظومات فوق الأرض وتحتها. كل يوم يمر، يسمح للمناورة البرية بأن تكون أكثر نجاعةً، وأكثر أمناً لقواتنا.
  • المناورة ليست هدفاً، وليست قيمة بحد ذاتها، لكن لتحقيق أهداف الحرب الطموحة، يجب أن تُنفَّذ. الجيش يعمل على مناورة قوية وحادة تؤدي إلى إنجاز سيتردد صداه في الشرق الأوسط - في أوساط أعدائنا، وأصدقائنا أيضاً. المناورة ضرورية أيضاً، ليس فقط لأننا لا نملك سنوات من الوقت لاستمرار القصف الجوي الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف، بل لأنه في المنطقة الحادة الطباع التي نعيش فيها، توجد أهمية كبيرة للشجاعة والجاهزية لاستعادة احترامك بالقوة.
  • العدو يعرف أن إسرائيل جاهزة للمخاطرة واختراق منطقة العدو بشكل لا يسمح له بأي رد، حتى لو كان يعلم بالموعد والمكان. هذا العجز سيؤدي إلى اليأس، ويكسر الروح القتالية لـ "حماس". ولتنفيذ مناورة ناجحة كهذه، فإننا نحتاج إلى الوقت الذي يتم خلاله تحسين الخطط وتحديثها بشكل يلائم المعلومات الاستخباراتية الجديدة. في هذا الوقت، يستمر سلاح الجو في اغتيال كل مَن ينتمي إلى "حماس".
  • وفي الوقت نفسه، هناك مَن يدّعي أن المناورة البرية تتعارض مع جهود تحرير الرهائن، لكن عملياً، هذا الموقف غير دقيق بتاتاً. هذا ما أرادنا العدو أن نفكر فيه للتشويش على عملياتنا، لكن لا يجب الرقص على أنغامه. ليس فقط لأن الجهود لتحرير الرهائن سريعاً لا تتعارض مع المناورة البرية، بل إن مناورة كهذه يمكن أن تزيد في الضغوط إلى حد يسمح بظروف أفضل في هذا السياق. هذا بالإضافة إلى أنه يجب التفريق بين تأجيل تكتيكي ممكن ومرغوب فيه، بهدف استنفاد المفاوضات بشأن تحرير الرهائن، وبين وقف كلّي لجهود الحسم.
  • الجيش مستعد أيضاً لكل تطوُّر في الشمال. الأيام الماضية أبرزت نجاحات تكتيكية جدية في قيادة الجبهة الشمالية، وعلى صعيد استهداف خلايا حزب الله التي تطلق صواريخ مضادة للدروع. الحديث يدور عن نجاح يتعدى كونه فقط إنقاذ حياة، إنه يمنع أيضاً التصعيد. هذا بالإضافة إلى أن معجزة "جيش الشعب" ماثلة أمامنا خلال هذه الأيام. علمانيون، متدينون، والآلاف من الحريديم، يريدون التجند للمشاركة في الجهود؛ نساء ورجال أيضاً، نعم نساء. نساء في مجال المراقبة، وأيضاً الدبابات. ويبدو أن النقاش بشأن مشاركتهن في المنظومات القتالية لم يعد صالحاً اليوم.