بصورة بطيئة، لكن آمنة: هكذا ستبدو المناورة البرية التي سيخوضها الجيش الإسرائيلي
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- من المتوقع أن تتسع العملية البرية في غزة، والتي بدأت ليلة السبت، على مدار الأيام المقبلة، في محاولة لضرب مراكز القوة العسكرية والإدارية التابعة لحركة"حماس". تأمل إسرائيل، عبر هذه الخطوة، أن تساهم في الدفع في اتجاه المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة إنسانية تشمل تحرير بعض المخطوفين.
- لقد انتظرت إسرائيل فترة تزيد عن أسبوع من أجل إتاحة المجال أمام الصفقة لتنضج، لكن بعد تشكُّل انطباع، مفاده أن يحيى السنوار يحاول كسب الوقت لكي يؤجل اجتياح غزة، صدر قرار مباشرة العملية البرية.
جزء من المفاوضات
- عبّر قسم من عائلات المخطوفين عن أن مثل هذه الخطوة قد يضرّ بفرص التوصل إلى صفقة، إلا إن وجهة نظر المهنيين في إسرائيل معاكسة: فكلما تم حشر حركة "حماس" في الزاوية، ستحاول الحركة اللعب بالأوراق التي تملكها ، في محاولة لتحسين ظروفها. ومع ذلك، فقد صدرت تقديرات في إسرائيل بالأمس، مفادها أن فرص التوصل إلى صفقة واسعة النطاق باتت منخفضة، لكن الاتصالات لا تزال مستمرة في هذا الجانب، بقيادة قطر.
- في إطار هذه المفاوضات، طالبت "حماس" بإدخال الوقود إلى القطاع، وهو ضروري من أجل الحفاظ على منظوماتها العسكرية، إلى جانب أهميته في تشغيل المولدات التي تتيح النشاط في شبكة الأنفاق المتفرعة، والتحصينات تحت الأرض التي بنتها الحركة في غزة.
- ترفض إسرائيل الاستجابة لهذا المطلب بشدة، وأوضحت أنها لن تسمح سوى بإدخال الغذاء والدواء، عبر مصر. كما ستتيح إسرائيل أيضاً إنشاء مستشفى ميداني لمعالجة الجرحى في غزة، ليكون بديلاً من المستشفيات التي تستخدمها "حماس" كغطاء.
- الناطق باسم الجيش الإسرائيلي كشف يوم الجمعة الماضي المنظومة التي أقامتها حركة "حماس" حول مستشفى غزة الرئيسي، مستشفى الشفاء، وكما هو معلوم، فإن منظومات عسكرية أُخرى أُنشِئت حول بقية المستشفيات في القطاع.
- توجد عدة أسباب لبطء نشاط الجيش الإسرائيلي. أول هذه الأسباب أن الحرب ستكون طويلة، وما من حاجة إلى الاستعجال والدخول في خطوة قد تصبح معقدة. والنية الآن هي منح القوات "الشعور بالقدرة"، بحيث تتقدم تحت مظلة جوية كثيفة يوفّرها سلاح الجو، في محاولة لضرب القدر الأكبر من "مخرّبي حماس".
- يتمثل السبب الثاني في التأكد من أن حزب الله لن يستغل الدخول الواسع النطاق إلى غزة، كي يشن حرباً موازية في الشمال. وتفترض إسرائيل أن الحزب ورعاته الإيرانيين يحاولون تلافي ذلك، لعدة أسباب، من ضمنها الخوف من المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة.
- لقد هاجم الأميركيون يوم الجمعة قوات موالية لإيران في سورية، في حين أرسلوا حاملة طائرات إضافية، قطعت مضيق جبل طارق في طريقها إلى الخليج "الفارسي".
- ومع ذلك، فإن التقديرات تشير إلى أن حزب الله سيسعى لمواصلة مضايقة الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية، من دون أن تتدهور الأمور إلى حرب، ويواصل ما قام به في نهاية الأسبوع الماضي أيضاً. صحيح أن الجيش الإسرائيلي حريص على الرد، لكنه يردّ بطريقة محسوبة، كي لا ينجرّ إلى تصعيد غير مرغوب فيه.
- يتمثل السبب الثالث في أن حرباً طويلة ستتطلب استعدادات عسكرية ومدنية مختلفة. هناك رغبة في خلق حالة من "التعود "على النشاط في غزة، وإذا لم يحدث تصعيد في الشمال، فسيتم تسريح جزء من قوات الاحتياط، وعودة الاقتصاد إلى العمل، بالتدريج.
تهدئة الضفة الغربية
- قدّر مسؤولون كبار أن حالة الطوارئ الحالية في إسرائيل ستستمر تقريباً مدة شهر، بعدها سيتمكن معظم الذين تم إجلاؤهم من العودة إلى منازلهم، في حين ستتجدد العودة إلى الوظائف والتعليم إلى أقصى حد. وقد يصبح سكان الكيبوتسات الواقعة في "غلاف غزة" الوحيدين الذين سيبقون "مهجّرين" في المدى الطويل، وقد يتطلب الأمر حلولاً أُخرى خاصة بهم.
- وبموازاة ميدان القتال الرئيسي في غزة، والميدان الثانوي على الحدود اللبنانية، فإن المنظومة الأمنية منزعجة مما يحدث في الضفة الغربية. فعلى الرغم من اعتقال المئات من ناشطي "حماس"، فإنه سُجِّلت عشرات المحاولات لتنفيذ العمليات على مدار الأيام الماضية، كما سُجِّل ارتفاع في الهجمات التي ينفّذها [مستوطنون] ضد الفلسطينيين.
- لقد طُرحت هذه المسألة في عدة محادثات أجراها مسؤولون أميركيون كبار مع نظرائهم في إسرائيل، وطُرح فيها مطلب واضح، هو "تهدئة الميدان".
- يطلب الأميركيون أيضاً من إسرائيل البدء بالتخطيط لليوم التالي لعملية غزة. وهم يعطونها ضوءاً أخضر كاملاً في حربها ضد "حماس" (مع الامتناع من المسّ بالسكان المدنيين). لكنهم يريدون عنواناً يتولى السلطة في المستقبل.
لقد تجنبت إسرائيل ذلك حتى الآن، لكن من المنتظر أن يُطرح الموضوع في منتديات مختلفة، وأن يثير خلافات سياسية، لأن العنوان الذي يفضّله الأميركيون هو السلطة الفلسطينية بزعامة أبو مازن.