صفقة تبادُل الأسرى يمكن أن تتحول إلى أداة لعبة إقليمية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • التهجم الإسرائيلي على دولة قطر كدولة تؤيد "الإرهاب"، هو دليل على الشيزوفرانيا الإسرائيلية: من جهة، القطريون "متهمون بتأييد الإرهاب" من خلال تأييدهم لـ"حماس"، والملاذ الذي تقدمه لزعامات الحركة على أراضيها. ومن جهة أُخرى، ربما يوجد بين يدي قطر مفتاح حل قضية المخطوفين.
  • اللهجة الخطابية المعادية لقطر تتطلب من الولايات المتحدة ومن سائر دول العالم استخدام ضغوط كبيرة عليها، وربما فرض عقوبات، كي تنفصل عن "حماس". في الوقت عينه، فإن كل الأسماع معلقة على أي تصريح قطري بشأن فرص إطلاق المخطوفين. الولايات المتحدة تقف موقف المتفرج، ولا تشارك في الهجوم، بل على العكس، لقد أثنت على جهود الدوحة، على الرغم من معرفتها جيداً  للأصوات  المعادية لقطر في إسرائيل.
  • في الأسبوع الماضي، تحدثت الواشنطن بوست في تقرير لها عن توصُّل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الأيام الأخيرة إلى "اتفاق" مع حاكم قطر الشيخ تميم بن حمد على إعادة فحص علاقاته مع "حماس". التقرير لم يوضح ما معنى إعادة فحص العلاقات، ومتى سيحدث ذلك، وهل سيؤدي إلى طرد قيادات "حماس" من الأراضي القطرية، والأهم من ذلك،  ما هي التداعيات، إذا فصلت قطر نفسها عن "حماس".
  • مَن يطالب اليوم بقطع العلاقات بين قطر و"حماس" يمكن أن يكتشف أن قيادة الحركة قد تجد لها ملاذاً جديداً في طهران، أو سورية، وربما في روسيا التي استضافت في الأسبوع الماضي زعماء "حماس". هذه الدول الثلاث هي خارج تأثير الولايات المتحدة والغرب عموماً. في الوقت عينه، هناك أمل بأن تكون العلاقات الجيدة بين قطر و"حماس" مفيدة للمخطوفين وأفراد عائلاتهم.

......

  • ثمة مخاوف من أن تتحول قضية المخطوفين في غزة إلى ورقة مقايضة، ليس فقط بين "حماس" وإسرائيل، بل أيضاً بين لاعبين آخرين في المنطقة. فمن الممكن أن تطرح إيران وحزب الله، من خلال "حماس"، مطالب لا علاقة لها بحياة سكان غزة، أو بصمود "حماس"، بل بساحتَي لبنان وسورية.
  • ليس من الواضح أبداً ماذا قصد وزير الخارجية القطري عندما أعلن تفاؤله وحدوث انعطافة في المحادثات، وأمله بانتهاء القضية قريباً. الافتراض هو أنه حصل على تنازلات من إسرائيل، بضمانات ووعود أميركية بتسهيل دخول المساعدة الإنسانية. لكن من المهم أيضاً أن نذكّر بأن المخطوفين ليسوا كلهم في حيازة "حماس"، وأن قسماً منهم موجود لدى الجهاد الإسلامي الذي ترعاه إيران، وليس من المعروف أيضاً مَن سيقرر إطلاق المخطوفين في "حماس"، هل هي الزعامة في داخل القطاع برئاسة يحيى السنوار، أو القيادة  الموجودة في قطر. إذا كان لا يزال هناك فرصة في أن المخطوفين لم يتحولوا إلى لعبة إقليمية، فإنه يتعين على حكومة إسرائيل عدم الانتظار. يجب إطلاق المخطوفين الآن بشروط محلية، حتى لو كان الثمن باهظاً، فإنه سيكون ممكناً وأرخص بكثير.