وما الذي سيجري عندما ننزل إلى جنوب غزة؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • بعد أكثر من شهر على بدء الحرب، يمكننا أن نقدرّ، بحذر، إنجازاتها واحتمالات تطوّرها. كل زعيم إسرائيلي صرّح منذ اليوم الأول بأن هدف الحرب هو إلحاق هزيمة بـ"حماس" وتدميرها بالكامل. في أثناء محاولة تقدير مدى النجاح، يتعين علينا أن نتجنب خطأين ارتكبهما الأميركيون في حروبهم، سواء في فيتنام، أم في أفغانستان. الأمر الأول، عدم تعداد الهجمات التي نفّذناها، والقنابل التي ألقيناها، والأهداف التي هاجمناها. لا أهمية لمثل هذه الأرقام، لأنها ليست فعالة. الخطأ الآخر هو تعداد الجثث. الحروب ليست لعبة كرة قدم، وعدد القتلى لدى كل طرف لا يحدد النتيجة، على الرغم من أهمية هذه الأرقام.
  • ما المهم إذاً؟ الحرب تدور بين منظومتين عدوتين، والنصر يتحقق عندما تتوقف منظومة أحد الطرفين عن العمل. وهذا يمكن أن يتحقق نتيجة الاستسلام، أو الانهيار الكامل للمنظومة. الصحيح حتى الآن هو أننا لا نرى مؤشرات تدل على الاستسلام، لا من جانب قيادات "حماس"، ولا أيضاً من جانب المقاتلين فوق الأرض، أو تحتها، فهؤلاء يفضّلون الموت على الاستسلام.  في المقابل، نحن نرى المؤشرات الأولى إلى احتمال انهيار المنظومة.
  • يتجلى هذا الأمر في تراجُع القدرة على تحريك قوات وتنفيذ هجمات مضادة منسّقة. هناك نقص متزايد في الذخيرة، ويوجد على مستوى القادة الشباب في "حماس" تعبيرات عن ضغط ويأس. و"حماس" التي نجحت في الأسبوع الأول من العملية البرية في منع انتقال السكان جنوباً، فشلت في ذلك في الأيام الأخيرة، وفي المقابل، هناك نجاحات إسرائيلية أولية في القتال تحت الأرض. ويمكن التقدير، بحذر، أننا إذا لم نتردد في الاستمرار في العمل بعنف في أماكن حساسة، مثل مستشفى الشفاء، فإن معقل "حماس" في شمال القطاع سينهار.
  • ومع الأسف الشديد، حتى لو حدث هذا، وربما يحدث قريباً، فإنه سيشكل نصف العمل المطلوب. مع التقدير أن نصف قوات "حماس" موجود في الجزء الجنوبي من غزة ويسيطر عليها. هذه القوات لم تتعرض للهجوم إلا نادراً، لذلك، هي تحافظ على قدرتها وروحها القتالية. وينطبق هذا، كما ذكرنا سابقاً، على قيادة "حماس". وهنا تجدر الإشارة إلى 3 تحديات إضافية: الأول، الضغط الدولي. ليس سراً أن الولايات المتحدة كانت تريد انتهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن، وكلما ازدادت الصور القاسية الآتية من هناك، كلما ازداد الضغط. ثانياً، تنجح إسرائيل في العمل بحُرية نسبية في شمال القطاع، لأننا نجحنا في إقناع 70% من السكان بالتوجه إلى الجنوب. وعندما سنعمل في جنوب غزة، سيكون هناك نحو مليوني إنسان، هم مجموع سكان الجنوب الذين ليس لديهم مكان يذهبون إليه، و900 ألف نسمة من سكان شمال القطاع. وسيصبح عدم المسّ بالمدنيين، الصعب حالياً، مستحيلاً. ثالثاً، عامل الوقت، ما دام القتال مستمراً، فإن النار ستستمر في الشمال أيضاً، وفي المنطقتين، لا يمكن البدء بالحديث عن عودة السكان. بالإضافة إلى ذلك، هناك نحو 300 ألف جندي في الاحتياط، والتكلفة الاقتصادية لذلك ضخمة وتتصاعد.
  • يمكن في الختام الحديث، بحذر، عن مؤشرات مشجعة تتعلق باحتمال انهيار منظومة "حماس" في شمال القطاع، لكننا لا نزال بعيدين عن تحقيق الهدف الأدنى والضروري، وهو كسر قوة "حماس".
  • علاوةً على ذلك، ما دام الأمر يعود إلى إسرائيل، فإننا على ما يبدو، لن نبادر إلى توسيع الحرب ضد حزب الله، ما دمنا لم نحقق الحد الأدنى المطلوب في الجنوب، لكن الحدود الشمالية تواصل اشتعالها على نار هادئة الآن أيضاً.
  • لذلك، يتعين علينا أن نثبت مثابرتنا وتصميمنا في غزة والصمود في مواجهة الضغط الأميركي المتصاعد من أجل التوصل إلى تحقيق هدف عسكري مذهل في القطاع مع الامتناع من التسبب بكارثة إنسانية، وبعدها، كاحتمال غير ضئيل، ندخل في معركة قاسية في لبنان.
 

المزيد ضمن العدد