نجاح إسرائيلي في مواجهة "حماس" يمكن أن يضر بمصالح موسكو في المنطقة
المصدر
Israel Defense

موقع إلكتروني متخصص بالمسائل العسكرية، يصدر باللغتين العبرية والإنكليزية.

  • منذ الأيام الأولى للحرب، وقفت روسيا إلى جانب "حماس"، وامتنعت من الإدانة القاطعة للأعمال الوحشية التي ارتكبتها "حماس" في هجومها "الإرهابي".
  • في المقابل، روسيا تتهم إسرائيل بردة فعل غير متناسبة، تؤدي إلى دمار هائل وكارثة إنسانية في غزة، وتدّعي أن الولايات المتحدة مسؤولة عن تأجيج العنف. كما قدمت روسيا اقتراح قرار لمجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار، واستخدمت الفيتو ضد الاقتراح الأميركي الداعي إلى إدانة "حماس" وتأييد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
  • وظهر التأييد الروسي لـ"حماس" من خلال استقبال وفد رفيع المستوى للحركة، واستخدام حملة تضليل واسعة النطاق في وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات في نشر رسائل دعائية، كل ذلك، وسط تصاعُد ملحوظ في مظاهر العداء للسامية في روسيا، واتهام اليهود بازدواجية الولاء وتفضيلهم مصالح إسرائيل على مصالح روسيا.
  • في خلفية هذا كله، تعزز المحور الاستراتيجي بين روسيا وإيران، والذي نشأ على خلفية الحرب في أوكرانيا، وارتفع مستوى التعاون العسكري والاستخباراتي والتكنولوجي بين الدولتين. يبرز ذلك من خلال تزوّد روسيا بمسيّرات هجومية إيرانية، الخطوة التي تضاعف قدرة عمل الجيش الروسي في أوكرانيا.
  • يعكس سلوك روسيا، عملياً ونظرياً، تدهور منظومة العلاقات الثنائية بين روسيا وإسرائيل في السنوات الأخيرة، بما في ذلك، منذ عودة نتنياهو إلى منصبه في رئاسة الحكومة. ويبرز هذا الأمر، بوضوح، في ضوء العلاقات الوثيقة التي ربطت في الماضي بين بوتين ونتنياهو إلى حين وقوع الحرب الروسية على أوكرانيا. علاوةً على ذلك، الحرب بين إسرائيل و"حماس"، في نظر روسيا، تتجاوز حدود غزة، وتتخذ أهمية إقليمية، وحتى دولية.
  • في رأي روسيا، تأييد الولايات المتحدة السياسي والعسكري الواسع النطاق لإسرائيل، وكذلك كلام الرئيس بايدن، بشأن الأهمية الكبيرة لنجاح إسرائيل وأوكرانيا في حربهما ضد "حماس" وروسيا، بالنسبة إلى الأمن القومي الأميركي، يؤكدان حقيقة أن ما يجري هو مدماك آخر في المواجهة مع الولايات المتحدة. انسجاماً مع هذه النظرة، فإن زعزعة الاستقرار الإقليمي وتوجيه انتباه الولايات المتحدة ودول أوروبا إلى الشرق الأوسط، هما لمصلحة موسكو.
  • علاوةً على ذلك، في نظر روسيا، إن المساعدة العسكرية الهائلة التي تقدمها أميركا لإسرائيل، يمكن أن تُلحق الضرر بأحجام المساعدة المقدمة إلى أوكرانيا، وخصوصاً في ضوء التقارير التي تحدثت في الأشهر الأخيرة عن مواجهة الولايات المتحدة صعوبات في تأمين حاجات الجيش الأوكراني بسبب استخدام الأخير المكثف للسلاح.
  • في نظر موسكو، نجاح إسرائيل في القضاء على القدرات العسكرية لـ"حماس"، سيشكل ضربة مؤلمة للمحور الذي تقوده إيران، وستكون له تداعيات على مكانة روسيا في المنطقة.
  • وفي الواقع، بالنسبة إلى روسيا، ما يجري هو لعبة، "حصيلتها صفر". نجاح إسرائيلي، معناه نجاح أميركي، وفي نظر روسيا، يمكن أن يؤدي إلى تحسين مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتعبيد الطريق أمام صفقة كبيرة بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل.
  • هذه التطورات يمكن أن تُلحق الضرر بالمصالح المباشرة لروسيا عموماً، وفي الشرق الأوسط خصوصاً. على سبيل المثال، استعداد السعودية للمساهمة في خفض أسعار النفط بواسطة زيادة الإنتاج - خطوة امتنعت السعودية من القيام بها في العامين الأخيرين، على الرغم من الطلب المتكرر من الولايات المتحدة، وهو ما قد يُلحق الضرر بمداخيل روسيا، وهي من أكبر الدول المورّدة للنفط في العالم.
  • والمغزى من هذا كله، أنه يتعين على إسرائيل تغيير الأسطوانة بشأن علاقتها بروسيا، وأن تتعامل معها كخصم، وبصفتها تعمل علناً وبصورة غير مباشرة، من أجل عرقلة مساعيها لتدمير "حماس". وبناءً على ذلك، يتعين على إسرائيل توحيد موقفها مع الموقف الغربي، وأن تقف، وبصورة واضحة وقاطعة، إلى جانب العاصمة الأوكرانية كييف، في تصريحاتها وأفعالها.
  • الخطوة الأولى الرمزية ذات الأهمية في هذا الإطار هي السماح بزيارة الرئيس زيلينسكي لإسرائيل. لهذه الزيارة أهمية على صعيد الوعي، وخصوصاً في ضوء التقارير التي ذكرت أن إسرائيل رفضت طلبه زيارة إسرائيل في الأيام الأولى للحرب، وحقيقة أن نتنياهو امتنع من زيارة أوكرانيا في السنة الأخيرة، بعكس العديد من زعماء الدول الغربية.
 

المزيد ضمن العدد