غالانت أعلن أن "حماس" فقدت السيطرة وهذا هو معنى ذلك
تاريخ المقال
فصول من كتاب دليل اسرائيل
المصدر
- الرد الإسرائيلي على الهجوم المباغت الذي شنته حركة "حماس"، فاجأ المنظمة "الإرهابية" التي تطالب، الآن، بهدنة من الحرب. وسواء أكان الأمر يجري في إطار "صفقة" تؤدي إلى تبادُل المخطوفين بأسرى [فلسطينيين] ووقود، أو في إطار فقدان الحركة سيطرتها على شمالي القطاع ومدينة غزة نفسها، فإن حركة "حماس" ستحاول أن "تعيد تنظيم نفسها" في القتال، وضرب زخم انتصارات الجيش الإسرائيلي، من خلال الهدنة.
- تشاهد "حماس" عمليات الجيش في القطاع، وقد أصبحت الهدنة المطلب الأساسي لهذه المنظمة "الإرهابية". وإلى جانب سعي الحركة لتحقيق الهدنة، لكي تعيد تنظيم صفوفها، فإن هذه الهدنة ستتيح لها إدخال وسائل إعلام دولية إلى القطاع، لكي تتمكن من خلق الصدى الإعلامي الذي تريده الحركة. المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعارض ذلك، لأن الهدنة خلال الحرب يمكن أن تؤثر في استمرارها، وهذا التأثير لن يكون، بالضرورة، في مصلحة إسرائيل.
- بناءً عليه، يتوجب على إسرائيل مواصلة العمل على عدة صُعد. الأول، يتعلق بكيفية مواجهة الدعاية السياسية في العالم. فعرض الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري لصور من مستشفى الرنتيسي، لم يأتِ من فراغ، وهي صور تضاف إلى عمليات توثيق أُخرى جرى نشرها، وغيرها سيتم نشره لاحقاً. المستوى الثاني الذي يتعين على إسرائيل الاهتمام به، يتعلق بكيفية إعادة تحفيز الهجوم بعد الهدنة، إذا كان هناك هدنة أصلاً. ومقاربة السؤال "كيف يمكن تنفيذ الهجوم من جديد"؟ بصورة ذكية وقوية، توضح لحركة "حماس" أن وقف إطلاق النار، أو الهدنة، لن يساعداها.
- يأتي طلب الهدنة في الحرب، كما أسلفنا، على خلفية فقدان حركة "حماس" سيطرتها على شمالي القطاع ومدينة غزة، وفي إطار فشل الحركة في وقف تدفُّق الغزيين في اتجاه الجنوب. هناك، عملياً، تفكُّك في الأطر القتالية التابعة لـ"حماس"، وفي مقاومة إسرائيل، على الرغم من أن الحركة لا تزال تملك خلايا، يؤدي نشاطها إلى سقوط ضحايا، لكن هذا كلّه أقل كثيراً مما خطّطت له في حالة الاجتياح البري.
- إن دخول الجيش الإسرائيلي إلى المستشفيات في غزة، واقتحامه مراكز الحكم، وسيطرته عليها، هي أمور تدل على فقدان "حماس" سيطرتها على الأرض. وبناءً عليه، فإن الجانب الإسرائيلي واقع في حيرة تتعلق بتوسيع مدى نشاطه إلى أماكن إضافية، من أجل تكثيف الإنجاز المتحقق، وتعميقه.
- بعد أن صرّح وزير الدفاع يوآف غالانت بأن حركة "حماس" فقدت السيطرة على غزة، وأن سكان القطاع بدأوا "بنهب قواعدها"، تواصل الحركة إطلاق النار لكي "تؤكد أنها لا تزال موجودة". وعلى الرغم من محاولات "حماس" التوصل إلى هدنة، فلن يكون هناك "وقف لإطلاق النار"، حتى بعد عدة أشهر. ففي كل مرة يخرج "مخرب" من نفق، سيتم القضاء عليه. وفي كل مرة تحاول قيادة الحركة الخروج من مخابئها، ستُقتل. إن الهجمات التي تنفّذها إسرائيل ضد "حماس"، لن تتم كلّها عبر المناورة البرية دائماً، بل أيضاً عبر الغارات الجوية، وفي إمكاننا أن نقول، عملياً، إن حركة "حماس" لن تعود إلى حُكم القطاع.
- إن كانت هذه هي الحال، فمتى ستُحسَم المعركة؟ لن يحدث هذا عندما تقرر إسرائيل أنها هزمت حركة "حماس"، بل عندما تقرر المنظمة "الإرهابية" أنها غير قادرة على مواصلة القتال مجدداً، وعندما تتوقف عن التفكير في العودة إلى حُكم القطاع. في مواجهة الضغط الأميركي على إسرائيل، قد يغيّر الجيش الإسرائيلي نمط نشاطه، بحيث يتغيّر شكل الأعمال القتالية وطبيعتها. من المحتمل ألّا نرى، لاحقاً، ثلاث فرق على أرض القطاع في المناورات القتالية، كما يُحتمل أن تخرج هذه الفرق، بالتدريج، إلى خارج القطاع، لكنها ستعود إلى هناك، مراراً وتكراراً، وتقوم بردم الأنفاق، وتفكيك البنى التحتية التابعة لحركة "حماس".
الكلمات المفتاحية