قولوا لنا الحقيقة: هل قررتم التضحية بالمخطوفين؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • تواصل حكومة إسرائيل التعامل مع مواطنيها كقاصرين، عاجزين، من ذوي الحاجات الخاصة، ولا تقول لهم الحقيقة في وجوههم. وهذه المرة، لا يتعلق الأمر بـ"قتلى" و"معارك ضارية"، بل بمسألة جوهرية جداً: ما هو هدف الحرب في غزة؟
  • في المقابلات القليلة التي أجراها بنيامين نتنياهو مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفي تصريحات كل أنواع "مصادر سياسية رفيعة المستوى" - المصطلح الذي يجب أن يختفي من العالم- قيل إن أهداف الحرب هي في الترتيب التالي: إسقاط سلطة "حماس"، وإعادة المخطوفين. بعد مرور أكثر من شهر على الهجوم، وثلاثة أسابيع على الدخول البري إلى غزة، بدأ الجمهور يدرك. لقد عبّر عن ذلك جيداً زميلي عميت عيران، على منصة إكس (تويتر سابقاً)، عندما كتب: "نستطيع مواصلة القتال كأن لا وجود لمخطوفين، ومعالجة موضوع المخطوفين كأنه لا توجد حرب. هذا هو الفخ. إن استمرار الوضع الحالي يعرّض حياة المخطوفين للخطر". عائلات المخطوفين فهمت ذلك، لكن ليس هناك مَن يجرؤ على قول الحقيقة لهم.
  • قيل كثير من الكلام عن الفوضى في إدارة العلاقة مع العائلات، وعن إدارة المفاوضات لإعادة المخطوفين جميعهم، وكُتب كثير، لكن هذا الكلام غيض من فيض بشأن الإدارة السيئة لهذا الحدث. إلا إن المشكلة ليست في أن أعضاء حكومة إسرائيل لا يقولون الحقيقة للعائلات وللجمهور، بل في أنهم لم يتخذوا قرارهم بعد: هم يعلمون تماماً مثلنا أنه: إما إسقاط "حماس"، وإما إعادة المخطوفين. وهم لم يقرروا بعد، هل يفضلون الواحد على الآخر كما لو أن للمخطوفين ولعائلاتهم الوقت كله لتحمُّل تردُّد نتنياهو وجبنه، وعجزه عن اتخاذ قرار، وبالتأكيد عجزه عن التحدث عن ذلك.
  • في الأمس، كتب عاموس هرئيل في الصحيفة أن المفاوضات بشأن صفقة إعادة المخطوفين تتطلب وقفاً للقتال عدة أيام، وحتى الآن، لا يوجد اتفاق بشأن هدنة تقبلها إسرائيل (انطلاقاً من الادعاء أن الهدنة ستسمح لـ"حماس" بتجميع المواد والطاقة لاستئناف القتال بعدها). في جميع الأحوال، يبدو أن هذه المشكلة لا تزال نظرية، وليست عملية، لأنه وفقاً لما كتبه هرئيل "إذا جرى لاحقاً طرح اقتراح جدي، ويكون واضحاً أن "حماس" قادرة على تحقيقه، فإن الحكومة ستوافق عليه. فالديْن الأخلاقي حيال المواطنين، الذين جرى التخلي عنهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر، كبير جداً".
  • أتمنى تصديق هذا الأمر "المعقول". لكن لا يوجد شيء معقول ومتوقع ومنطقي، أو إنساني، يُنتظَر من هذه الحكومة العاجزة عن اتخاذ قرار يمكن أن يؤدي إلى تنفيذ إجراء هنيبعل بصورة غير معلنة بحق مواطنيها الذين تخلّت عنهم، وخُطفوا وهم في قيد الحياة، وبمرور كل يوم، يزداد خطر أن يصبحوا أمواتاً؛ وربما في حالات معينة، بنيران قواتنا، كما جاء في الأوامر، وكما لمّحت إليه "حماس" بأن هذا ما جرى للجندية نوعا مرتسيانو.
  • نتنياهو، غانتس، أيزنكوت: الشعب صامد وقادر على تحمُّل القرار الذي تتخذونه، بشرط أن يكون صادقاً وشفافاً وعلنياً. هل قرّرتم التضحية بالمخطوفين على مذبح إسقاط "حماس"؟ انظروا إلى عيون عائلات المخطوفين، وقولوا لهم ذلك، وبالتالي زيدوا القتال في غزة كأن لا وجود لمخطوفين في الأنفاق. لكن إذا قرّرتم القرار الصحيح أخلاقياً، وهو إعادة المخطوفين أولاً، احترموا أنفسكم، وأوقفوا القتال بقدر ما هو مطلوب لإعادتهم، حتى مع العلم بأن هذا سيسمح لـ"حماس" بالتسلح. كل شيء ممكن. في الإمكان الاستمرار في القتال في الأسبوع المقبل، لكن من غير الأكيد استعادة المخطوفين. في هذه الأثناء، إن الاستمرار في هذه العملية لن يقودنا إلى تحقيق أيّ من الهدفين، بل سيواصل حصد أرواح البشر.

 

 

المزيد ضمن العدد