تقرير: عضوا كنيست من لجنة الخارجية والأمن يقترحان مبادرة جديدة تنص على تنفيذ ترانسفير طوعي لسكان قطاع غزة إلى دول العالم
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

نشر عضوا الكنيست داني دانون [الليكود] ورام بن باراك ["يوجد مستقبل"]، وهما عضوان في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، أمس (الثلاثاء)، مقالاً في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، يقترحان فيه مبادرة جديدة بشأن قطاع غزة، تنص على إجلاء [ترانسفير] طوعي لسكان القطاع الفلسطينيين إلى دول العالم.

ودعا الاثنان في المقال إلى صوغ خطة تسمح بمرور عدد كبير من اللاجئين من قطاع غزة إلى الدول التي توافق على استقبالهم.

وانتقد دانون وبن باراك القرار الذي وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، لأسباب إنسانية، وقالا: "إن قرارات الأمم المتحدة لا تواجه الواقع، وتتجاهل حقيقة أن حركة ’حماس الإرهابية’ هي المشكلة، وليست الحل، لأنها منعت، وما زالت تمنع مزيداً من إمكان الاستقرار والأمل لسكان قطاع غزة". وأضافا: "بناءً على ذلك، فمن الأهمية بمكان أن يقف المجتمع الدولي إلى جانب سكان غزة، وأن يقوم بدرس الأفكار الجديدة، بينما يتخذ إجراءات فعلية، من شأنها تحسين الواقع على الأرض في اليوم التالي للحرب".

وأشارا إلى أنه على غرار الصراعات المماثلة الأُخرى في العالم، يمكن أن تستقبل دول العالم عائلات من غزة، ترغب في الهجرة، وتعمل على إعادة توطينها. وأوضحا بالتفصيل كيفية تنفيذ هذه الخطوة، بالقول: "يمكن القيام بذلك من خلال آلية منظّمة مع التنسيق بين الدول، بهدف توفير استجابة دولية لسكان غزة. علاوةً على ذلك، ومن أجل تسهيل تأقلُم هؤلاء الغزيين، يمكن للمجتمع الدولي، بل ويجب عليه، مساعدتهم بسخاء، من خلال حزمة مساعدات اقتصادية، بحيث يمكن استيعاب كل أسرة في غزة في البلد الذي تتوجه إليه بسهولة وراحة أكبر".

وفي رأي دانون وبن باراك، يمكن أن تقوم المنظمات الدولية بدور مركزي في نقل سكان غزة، الذين يرغبون في القيام بذلك، إلى البلاد التي توافق على استقبالهم، الأمر الذي سيخفف معاناة السكان كثيراً، ويحسّن الوضع في غزة. ومما كتباه في هذا الشأن: "هناك 193 دولة في العالم، معظمها على الأقل، وفقاً للتصويت في منظمة الأمم المتحدة، يدعم الفلسطينيين دعماً لا هوادة فيه، ولذلك، يمكن الافتراض أنها لن تعارض مساعدة هؤلاء الفلسطينيين الذين دعموهم على مرّ الأعوام، وهذا لن يكون التزاماً أخلاقياً فحسب، بل أيضاً فرصة لدول العالم من أجل الوقوف إلى جانب الفلسطينيين وإظهار التعاطف معهم، والالتزام بحل دائم، من شأنه أن يساعد على استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها".

وتعقيباً على مقال عضوَي الكنيست هذا، قال وزير المال الإسرائيلي ورئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش: "هذا هو الحل الإنساني الصحيح لسكان غزة والمنطقة بأكمله، بعد 75 عاماً من اللجوء والفقر والمخاطر".

وأضاف سموتريتش: "إن معظم سكان غزة هم أبناء الجيلين الرابع والخامس من لاجئي سنة 1948، الذين بدلاً من إعادة تأهيلهم منذ فترة طويلة على أساس شخصي وإنساني، مثل مئات الملايين من اللاجئين في جميع أنحاء العالم، تم احتجازهم كرهائن في غزة، في ظل الفقر والاكتظاظ، وكانوا رمزاً للرغبة في تدمير دولة إسرائيل وعودة اللاجئين إلى يافا وحيفا وعكا وطبرية".

تجدر الإشارة إلى أن مخطط تهجير السكان الفلسطينيين من قطاع غزة ليس بالجديد، وفي الآونة الأخيرة، كُشف النقاب أيضاً عن مضمون وثيقة لوزارة شؤون الاستخبارات الإسرائيلية اقترحت نقلهم إلى شبه جزيرة سيناء.

 

المزيد ضمن العدد