المستوطنون يشعلون حرباً
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- المستوطنون في الضفة الغربية يستغلون "الفرصة" التي سُنحت لهم، من خلال الحرب التي بادرت إليها "حماس"، من أجل طرد آلاف الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم. وهم يقومون بترهيبهم بوسائل مختلفة، وهذا كله من أجل طردهم من قراهم البعيدة عن أنظار الجميع، في هذه الأثناء، الضفة الغربية تتغير بصورة لا عودة عنها.
- لا يوجد مَن يوقف المستوطنين، ولا مَن يفكر في الدفاع عن أمن السكان الفلسطينيين. وعلى الرغم من التحذيرات الكثيرة لقادة الجيش الإسرائيلي من عواقب عنف المستوطنين، الذي يمكن أن يؤدي إلى فتح جبهة ثانية، فإن الجيش على الأرض يغضّ الطرف، وأحياناً، يشارك جنوده في أعمال الشغب. وضع الفوضى هذا غير محتمل. والحكومة هي التي تتحمل مسؤوليته، وقبل الجميع، مَن يترأسها، بنيامين نتنياهو، وأيضاً، وبصورة لا تقل أهمية، الجيش الذي يجب أن تكون مهمته حفظ النظام في المناطق المحتلة والدفاع عن سكانها، بحسب اتفاقية جنيف.
- في ظل الحرب، يحاول المستوطنون منع الفلسطينيين من قطاف الزيتون في شتى أنحاء الضفة (هاجر سيزاف، "هآرتس"، 15/11)؛ وبتشجيع من بتسلئيل سموتريتش وتسفي سوكوت، شنّ المستوطنون حملة، هدفها منع القطاف بذرائع أمنية مختلفة. لقد وثّقت منظمة "يش دين" [يوجد حساب] 99 هجوماً عنيفاً قام به المستوطنون ضد قاطفي الزيتون، مقارنةً بـ 38 حادثة سُجلت في العام الماضي، وفي 18 حادثة من هذه الحوادث، الجنود هم الذين منعوا الفلسطينيين من قطاف الزيتون الذي يشكل أحد الموارد الأخيرة للفلسطينيين، وخصوصاً في فترة الحصار، ويشكل مناسبة عائلية عامة لديهم. لقد سبق أن أطلق جندي كان في إجازة النار على أحد قاطفي الزيتون، وأُطلق سراحه بسرعة، وعاد إلى نشاطه العملاني، كأن شيئاً لم يكن.
- في ظل الحرب، يعربد المستوطنون أيضاً في جنوبي جبل الخليل. وتحولت صفوف الجاهزية إلى ميليشيات مسلحة تفرض إرادتها على جماعات الرعاة في المنطقة، الذين فرّ جزء منهم من هناك، خوفاً على حياته، وتخلى عن قريته، وعن أملاكه. وبالاستناد إلى أرقام "بتسيلم"، فإن 16 قرية غادرها أهلها منذ نشوب الحرب.
- يجب وقف هذه البلطجة الخطِرة. ففي الوقت الذي يقاتل الجيش في الجنوب والشمال، يشعل المستوطنون حرباً أُخرى، ولا أحد يوقفهم.