الفلسطينيون في غزة ما زالوا يؤيدون "حماس"
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • في هذه الأيام، تدور حرب طاحنة لإسقاط حُكم "حماس" في قطاع غزة، كثيرون في إسرائيل، سواء أكانوا في المنظومة السياسية، أو الأمنية، أو الأكاديمية، يبحثون في مسألة "اليوم التالي" للحرب. وفي إطار أوسع، يُطرح السؤال: ما هو مستقبل النزاع مع الفلسطينيين، وهل توجد أي فرصة لاتفاق سلام إسرائيلي - فلسطيني في المستقبل المنظور؟
  • عندما نستمع إلى النقاشات، تتضح لنا حقيقة وجود خلافات كثيرة بشأن الجانب الفلسطيني. من جهة، هناك من يدّعي أن "المذبحة الوحشية" التي نفّذتها "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر تشكل فرصة لإعادة السلطة الفلسطينية، بزعامة أبو مازن، إلى غزة، وإحياء العملية السلمية معه.
  • من جهة أُخرى، يدّعي كثيرون أن الهجوم "الإرهابي" لـ"حماس" وحقيقة أن أبو مازن لم يُصدر إدانة لمقتل 1400 إسرائيلي وخطف 240 آخرين إلى قطاع غزة، دليل على أنه لا يوجد في الطرف الفلسطيني شريك للسلام مع إسرائيل.
  • من بين الوسائل التي نستطيع بواسطتها فهم ما يفكر فيه الفلسطينيون، وكيف يرون مستقبل النزاع مع إسرائيل، استطلاعات الرأي العام. هناك بعض معاهد الأبحاث التي تُجري استطلاعات في المجتمع الفلسطيني، من بينها "المركز الفلسطيني للسياسة والبحث والاستطلاع"، برئاسة البروفيسور خليل الشقاقي، الذي يُجري استطلاعات كل ربع عام، منذ سنة 1994. في إطار هذه الاستطلاعات، هناك أسئلة تتكرر كل عام منذ سنوات كثيرة، الأمر الذي يساعد في فهم توجهات المجتمع الفلسطيني من منظور تاريخي.
  • فيما يتعلق بمستقبل القطاع والمحاولة المشوهة للفصل بين التنظيم "الإرهابي" "حماس" وبين السكان، وإظهار هؤلاء السكان كرهائن في يد الحركة، وهذه الحجة نسمعها بصورة خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، تُظهر استطلاعات الرأي، بوضوح، ليس فقط تأييد الفلسطينيين لـ"حماس"، بل أيضاً تأييدهم الجارف "للهجمات الإرهابية" ضد المدنيين في إسرائيل (من المهم التذكير بأن "حماس" سيطرت على القطاع في حزيران/يونيو 2007، وهذه الحقيقة تعزز الادعاء أن استطلاعات الرأي موثوق بها، وأن السكان لا يخافون من التعبير عن آرائهم).
  • قبل عملية "عمود سحاب" في سنة 2012، كان التوجه أن "فتح" ستفوز في القطاع، لكن منذ ذلك الحين، يمكن أن نرى، بوضوح، بداية توجُّه وصل إلى ذروته في سنة 2020، وهو أن "حماس" هي التنظيم الأكثر شعبيةً في قطاع غزة.
  • أظهر الاستطلاع الأخير الذي أُجريَ، عشية "المذبحة"، في أواخر أيلول/ سبتمبر 2023، أنه في حال جرت الانتخابات، ستفوز "حماس" بـ44% من الأصوات، بينما ستفوز "فتح" بـ32% (وسائر الأحزاب ستفوز بنسب قليلة، بينما قال 16% من الذين شملهم الاستطلاع إن لا رأي لديهم).
  • ثمة معطى آخر يؤكد أكثر التأييد الشعبي في المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة لـ"حماس" من خلال الإجابة عن السؤال التالي: "هل تؤيد هجوماً مسلحاً ضد مدنيين في داخل إسرائيل؟" الجواب: 67% يؤيدون.
  • في الخلاصة، عندما نتطرق إلى الحجج التي تطالب بضرورة التمييز، على المستوى السياسي، بين "حماس" وبين السكان المدنيين، من المهم معرفة هذه الأرقام، ومن المهم أن نعرف أن أغلبية الفلسطينيين في قطاع غزة تؤيد "حماس" و"الإرهاب" ضد مدنيين.
  • هذه المعلومات ليس من المهم تعلُّمها وفهمها فقط، بل نشرها، كي يفهم العالم أن دولة إسرائيل في مواجهة صراع، ليس فقط ضد تنظيم "إرهابي مجرم"، بل أيضاً هي في صراع مع سكان مدنيين يدعمون "الإرهاب" وتدمير دولة إسرائيل.

 

 

المزيد ضمن العدد