تردُّد مجلس الكابينيت فيما يتعلق بصفقة لتحرير المخطوفين قد تجعلنا نبكي على مدار أجيال
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- ليس سراً أن المحلل العسكري للقناة 12، نير دفوري، مقرّب من الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، وهذا ما يجعلني أقدّر أن ما يكتبه الرجل، أو يقوله، مقبول من الناطق بلسان الجيش. بناءً عليه، يمكننا أن نفهم مما قاله دفوري في القناة 12، ومقالاته المنشورة في موقع "N12"، الروح السائدة في التفكير، وتوجهات إدارة الحرب التي يميل إليها رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع. لقد أخذت مقتطفاً واحداً من مقال نشره نير دفوري يوم الخميس، 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، في تمام الساعة 09:57، في موقع "N12"، لكي أحاول أن أفهم من المقال ما هو تصوُّر وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان فيما يتعلق بتحرير المخطوفين.
- إليكم ما كتبه دفوري: "بخصوص المفاوضات من أجل الصفقة: يواصل الجيش الإسرائيلي العمل البري في قطاع غزة بكل طاقته، طالما لا توجد أي تفاهمات، وهكذا، فإن مسألة المفاوضات لا تؤثر في الأعمال القتالية الدائرة في الميدان. يؤمن وزير الدفاع يوآف غالانت بأن القتال الشديد هو ما سيتيح، لاحقاً أيضاً، استعادة المخطوفين، سواء أكان ذلك من خلال صفقة، أو من خلال استغلال الفرص التي ستقع بين أيدينا. إذا ما تم التوصل إلى اتفاق عملاني، فيجب علينا أن نتأهب لتقبُّل فكرة وجود هدنات، وأن حركة "حماس" ستستغل هذه الفرص".
- ما يمكن أن أستشفّه من كلام دفوري، المأخوذ من تصريحات وزير الدفاع غالانت، أنه لا يوجد لدينا الآن سبب للمسارعة إلى استعادة قسم من المخطوفين، قبل استكمال النشاط في جنوبي قطاع غزة، لأن الهدنة الآن قد تفتح المجال أمام حركة "حماس" لتنظيم صفوفها. يقتبس دفوري من تصريحات غالانت التالي: "علينا مواصلة الضغط عليهم، والعمل العسكري الكبير هو ما سيتيح لنا، لاحقاً، استعادة المخطوفين".
- فيما يلي، 5 أسئلة تراودني:
- هل سيكون لدينا تفوق أكبر في المفاوضات الهادفة إلى إطلاق سراح المخطوفين، إذا قمنا بتوسيع نطاق العملية البرية لتشمل جنوبي قطاع غزة، وهي معركة نعلم بأنها ستستغرق وقتاً طويلاً جداً، على الرغم من أننا لم نبدأ بعد بالتوصل إلى الهدف الأساسي من الحملة، وهو القضاء على عشرات الآلاف من "المخربين" المختبئين في الأنفاق الواقعة تحت مدينة غزة شمالاً، وتحت مدينة خانيونس في الجنوب، وهو ما يؤدي إلى استئصال سلطة "حماس"؟
- ألن يفوتنا القطار، وهل ستكون الفرصة السانحة اليوم، قائمة في الغد؟
- ألا نعرّض، بهذه الصورة، الإنجازات التي حققناها حتى الآن للخطر؟ تلك الإنجازات التي تسمح لنا بالتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح بعض المخطوفين الآن؟ علينا أن نتذكر أن المخطوفين محتجزون في ظروف شديدة القسوة، وأن الوقت كلما طال بانتظار إطلاق سراحهم، فإن بعضهم قد لا يتمكن من البقاء في قيد الحياة في ذلك الجحيم الذي يعيش فيه الآن. إنها مقامرة بحياتهم. سيكون من المثير للاهتمام معرفة مواقف أعضاء مجلس الكابينيت المصغّر، مستقبلاً، إزاء الاختيار بين هدنة فورية الآن، وإطلاق سراح بعض المخطوفين، أو هدنة بعد وقت طويل جداً، عقب استكمال الأهداف المتمثلة في توسيع سيطرتنا على جنوبي قطاع غزة، وبعدها نوافق على الدخول في مفاوضات لتحرير الأسرى.
- بات واضحاً للعيان أن "دولة" إسرائيل والجيش الإسرائيلي فشلا في حماية مواطني إسرائيل القاطنين في "غلاف غزة" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ألا يجب أن تبذل الدولة والجيش، الآن، جميع الجهود لعودة أكبر عدد ممكن من المخطوفين إلى منازلهم، وإلى أحضان عائلاتهم؟
- بات من اللائق أن يكون هدف المناورة البرية وإنجازاتها مدمجين بصورة جيدة في مسألة استعادة المخطوفين. نحن ملزمون بواجب أخلاقي تجاه هؤلاء وتجاه عائلاتهم. في مجلس الكابينيت المصغر، يجلس كلٌّ من رئيس الحكومة، ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي وبني غانتس، وغادي أيزنكوت، ودريمر. سنعلم لاحقاً، ما إذا كنا سنبكي على مدار أجيال، نتيجة معارضة بعض أعضاء الكابينيت المصغر لهدنة الآن، تسفر عن إطلاق فوري لسراح الأمهات والأطفال والمسنين، كخطوة أولى على طريق تحرير بقية المخطوفين لاحقاً.