من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية العميد عميت ساعر، حذّر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أن الأزمة السياسية - الاجتماعية في إسرائيل تشجع إيران وحزب الله و"حماس" على المخاطرة بعمليات ضدها، وربما القيام بذلك في آن معاً. وكتب ساعر في الرسائل التي أرسلها إلى رئيس الحكومة في آذار/مارس، وفي تموز/يوليو، أنهم في شعبة الاستخبارات "يلاحظون جدلاً بشأن مسألة هل يجب مشاهدة إسرائيل تواصل إضعاف نفسها من دون أن يتدخلوا، أم يجب أخذ المبادرة وزيادة حدة الوضع".
المرة الأولى التي توجّه فيها ساعر إلى نتنياهو، كانت في 19 آذار/مارس، قبل المحاولة الأولى لإقرار قوانين الانقلاب القضائي ومحاولة إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، والمرة الثانية في 16 تموز/يوليو، قبل التصويت على إلغاء ذريعة المعقولية في الكنيست. وأرفق بإحدى الرسائل ملحقاً بمعلومات استخباراتية أولية قادته إلى تحليل قصير يحذّر فيه من خطر تصعيد عسكري وشيك.
في الوثيقة الأولى التي أُرسلت مع عنوان "الأمور التي نراها من هنا - كيف تنظر المنظومة إلى إسرائيل؟" أشار ساعر إلى أن "كل اللاعبين في المنظومة يرون أن إسرائيل تعاني أزمة حادة وغير مسبوقة تهدد وحدتها وتُضعفها. بالنسبة إلى أعدائنا المركزيين، إيران وحزب الله و"حماس"، هذا الضعف هو تعبير عن عملية أفقية ستنتهي بانهيار إسرائيل، والوضع الحالي هو فرصة لتأجيج وتعميق أزمتها."
والاتجاهات التي أشار إليها رئيس قسم الأبحاث هي المس بالردع وإمكان توحيد الساحات، وفرصة لضرب الوحدة، وإلحاق الأذى بالإسرائيليين في الساحتين القانونية والدولية. وأوضح ساعر: "هذا التحليل ليس رؤيا تفسيرية للواقع، بل هو في أساس تقدير للوضع من جانب أطراف في القيادة وعناصر استخباراتية ومنظومات الاتصالات. وهو يؤدي إلى التغيير في اتخاذ القرارات والمجازفة من جانب مختلف اللاعبين الذين يحللون ويستنتجون تداعيات الوضع الداخلي في إسرائيل".
وكتب ساعر "الأزمة الداخلية تخلق ضغوطاً كبيرة على إسرائيل، تجبرها على الامتناع من التصعيد الأمني، وهو ما يسمح بزيادة المخاطر حولها. يضاف إلى ذلك، التقدير أن التأييد الأميركي والأوروبي لإسرائيل تآكلا بصورة تقلص قدرة إسرائيل على مواجهة أزمة أمنية واسعة النطاق".
وبشأن احتمال تكتُّل أعداء إسرائيل ضدها، كتب ساعر: "هناك فرصة لخلق عاصفة كاملة، أزمة داخلية، تصعيد واسع النطاق في الساحة الفلسطينية، وتحدٍّ لساحات أُخرى، وهو ما يخلق ضغطاً متعدد الأبعاد ومتواصلاً. وفي رأينا، إن هذا التصور هو في أساس الحافز الكبير لدى ’حماس’ لتنفيذ هجمات من الشمال في الوقت الحاضر. كما يشجع هذا إيران على دفع أذرعتها لتكثيف هجماتهم على إسرائيل."
في رأي رئيس قسم الأبحاث، فإن المشكلة الأكثر إلحاحاً هي التآكل في الردع الإسرائيلي، الأمر الذي يُلحق الضرر بـ"الأسس الثلاثة التي يتشكل منها الردع: التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة، وحدة الشعب الإسرائيلي، وقوة الجيش"، وتابع: "الربط بين الأزمات يرسّخ تصوراً لدى جزء من اللاعبين في المنطقة، بأن الوضع الداخلي الإسرائيلي سيمنعها من القيام بمبادرات عسكرية مهمة، مع التشديد على مهاجمة إيران وعملية في لبنان، وحتى عملية مهمة في مواجهة ’حماس’ في القطاع". ومع ذلك، أشار إلى أن لا تغيير فيما يتعلق بالعمليات العسكرية في الضفة الغربية وسورية.
في ختام كلامه، كتب ساعر أن التهديد الأكبر لإسرائيل هو من حسن نصر الله، وكتب: "الأزمة الداخلية لها تداعيات أكثر اتساعاً، مثل القدرة على خلق تهديد موثوق به في مواجهة إيران، لكن الخطر الحالي والواضح، هو التصعيد في الساحة اللبنانية، في ضوء صورة الضعف وتآكل الردع، والمترافقة مع استفزازات حزب الله المتزايدة."
جاء الرد التالي من مكتب رئيس الحكومة "بعكس ما نُشر، لم يتلقّ رئيس الحكومة أي تحذير من حرب".