تم مساء أمس (الأحد) إطلاق سراح مجموعة ثالثة من المخطوفين الإسرائيليين والأجانب المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، ووصلت المجموعة إلى إسرائيل. ويبلغ عدد المفرج عنهم 17 شخصاً، وهم 14 إسرائيلياً و3 مواطنين تايلانديين. وتم تسليم المجموعة إلى الصليب الأحمر الدولي في حوالي الساعة الخامسة مساء، والذي سلّمها، بدوره، إلى قوات الجيش الإسرائيلي.
وتضم مجموعة الإسرائيليين المفرَج عنهم 9 أطفال واثنتين من الأمهات وامرأتين أخريَين ورجلاً واحداً. وعلى الرغم من أن الصليب الأحمر قال إن الفحص الطبي الأولي يشير إلى أنهم جميعاً في حالة جيدة، فإنه تم نقل إحدى المخطوفات الإسرائيليات، وهي سيدة مسنة، مباشرةً بواسطة مروحية إلى "مركز سوروكا" الطبي في بئر السبع [جنوب إسرائيل]. ومن بين المفرَج عنهم طفلة في الرابعة من عمرها، وهي مواطنة إسرائيلية أميركية من كيبوتس "كفار عزة"، قُتل والداها على أيدي عناصر "حماس" في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، مراراً وتكراراً، إطلاق سراحها. أما الرجل المفرَج عنه، فهو يحمل الجنسية الروسية الإسرائيلية المزدوجة، وتم إطلاق سراحه، بناءً على طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وليس بموجب الإطار الحالي بين إسرائيل و"حماس"، والذي ينص على إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 إسرائيلياً على مدار 4 أيام، مع إعطاء الأولوية للأطفال وأمهاتهم والنساء الأخريات، في مقابل الإفراج عن 150 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.
ومعظم المفرَج عنهم تم اختطافهم من كيبوتس "كفار عزة" وكيبوتس "ناحل عوز". وجرى إطلاق سراحهم في الوقت المحدد، وسط مخاوف من أن تقوم حركة "حماس" بتعطيل الإجراءات مرة أُخرى، كما فعلت أول أمس (السبت)، عندما أخّرت إطلاق سراح المجموعة الثانية ساعات، وهو ما عرّض اتفاق الهدنة الموقتة للخطر.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية في وقت سابق أمس إنها تستعد لإطلاق سراح 39 أسيراً أمنياً فلسطينياً، كجزء من الصفقة. وتضم تلك المجموعة أحد سكان غزة لأول مرة. ولم يتضح ما إذا كان سيتم إرساله إلى غزة، أو إلى الضفة الغربية.
وكان يوم الأحد هو الثالث من بين أربعة أيام، من المتوقع أن تتم فيها مثل هذه التبادلات، مع احتمال وجود أيام إضافية من الهدوء، إذا وافقت "حماس" على إطلاق سراح مزيد من المخطوفين.
وأعلنت إسرائيل بعد ظهر أمس أن 200 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت إلى قطاع غزة، وأن بعض الإمدادات جرى توجيهها إلى الجزء الشمالي من القطاع. وقامت السلطات الإسرائيلية بتفتيش الشاحنات عند معبر "نيتسانا" مع مصر، قبل التوجه إلى معبر رفح المصري لدخول غزة. وقال منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] إن عشرات الشاحنات و6 سيارات إسعاف توجهت إلى شمال قطاع غزة، بما في ذلك المناطق التي لم يتم إخلاؤها، بموافقة إسرائيل.
هذا وكان 13 مخطوفاً إسرائيلياً احتجزتهم حركة "حماس"، وهم 8 أطفال و4 أمهات وشابة، عادوا إلى إسرائيل في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، بعد أن أخّرت الحركة إطلاق سراحهم ساعات طويلة، بدعوى أن إسرائيل لا تفي بالتزامات معينة بموجب الاتفاق، وهو تأكيد رفضته إسرائيل. وقامت "حماس" بذلك بعد تعرُّضها لضغوط مكثفة من طرف قطر ومصر والولايات المتحدة، وأطلقت سراح المخطوفين. كما تم في الوقت نفسه إطلاق سراح 4 مواطنين تايلانديين، كجزء من اتفاق منفصل تفاوضت بشأنه مصر، بمشاركة قطر وإيران أيضاً، وذلك بعد تقارير أولية قالت إنه من المقرر إطلاق سراح 7 مواطنين أجانب.