أهداف الحرب محفوظة: لا تناقُض بين تفكيك "حماس" وتحرير الرهائن
تاريخ المقال
المصدر
- هناك مَن يعتقد أن هدم البنى التحتية التابعة لـ"حماس" وتحرير الرهائن، هما مهمتان متناقضتان، ويسأل: أيّ منهما لها الأولوية. في اعتقادي، المقصود ليس تناقُضاً، بل المقصود وجهتا نظر مختلفتان.
- الهدف الأصلي من الحرب هو تفكيك "حماس" وخلق ظروف أمنية مختلفة كلياً في غزة. الوضع الأمني الجديد هو شرط ضروري لتجديد الاستيطان في منطقة "غلاف غزة"، وهو ضروري أيضاً لاستعادة الشعور بالأمن العام والأمن الشخصي في كل المنطقة المحاذية للقطاع. وللدقة، هذا ضروري أيضاً من أجل شعور كل مواطني الدولة بالأمان.
- تفكيك "حماس" هو شرط ضروري لاستعادة الردع (وهو مصطلح صعب على الفهم، ومن الصعب قياسه أيضاً). الردع الإسرائيلي انهار يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، ووحده الانتصار الواضح - الضربة القاضية، وليس بالنقاط فقط- سيجدد بناء الردع. الانتصار الواضح والكامل، يجب أن يردع كلّ مَن يريد تخطّي الخطوط الحمراء خلال مواجهة مع إسرائيل. نتائج هذه الحرب ستحدد ماهية الخطوط التي تم خرقها، بما معناه: إلحاق الضرر المقصود بالمدنيين.
- لذلك، فإن هدم القدرات العسكرية لـ"حماس" ونزع القدرات التنظيمية عن الحركة لمنعها عن العمل، هي أمور ضرورية لمستقبل إسرائيل. وفي الواقع الشرق الأوسطي، ما بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، فإن جميع أسماك القرش في المنطقة التي اشتمت ضعف ودماء إسرائيل، يجب أن تشاهد إبادة القرش الذي هاجم إسرائيل وجعل دمها يسيل. وإلا فستبدأ موجة من هجمات أسماك القرش على الدولة القومية للشعب اليهودي.
- في الحدث المريع نفسه، يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حدث شيء آخر يجب أن ينتهي بطريقة تسمح بعلاجه، بعد إحدى أصعب الكوارث في تاريخ إسرائيل: خطف كثيرين من الإسرائيليين (وبعض الأجانب) على يد "حماس". إنقاذ المخطوفين هو واجب أخلاقي ذو أولوية عالية وواضحة. في المستقبل، عندما يلخّص المؤرخون هذه المرحلة والتغيير الذي أدى إليه الانتصار الواضح على "حماس"، يبدو أنهم سيلخّصون إعادة الرهائن بسطرين لوصف الحدث. ذلك بأنه من وجهة نظر تاريخية، لا توجد أهمية كبيرة لهذا الحدث، ولن يؤثر في المستقبل.
مهمة تاريخية
- على الرغم من هذا، وفي وقت وجود الرهائن في يد "البرابرة" من "حماس"، بالنسبة إلى الدولة، وأيضاً إلى العائلات، فإن هذه المشكلة يجب حلّها بأسرع وقت ممكن - حتى لو كان ثمن ذلك صعوبات كبيرة في القتال بحد ذاته. هذه الصعوبات يمكن أن تُكشف مستقبلاً، بسبب الوقت الذي تربحه "حماس"، عبر آلية تبادُل الأسرى. هذا الوقت يسمح لها بوقف زخم الجيش في الميدان، وبتنظيم نفسها من جديد، وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع.
- سيكون لدى التنظيم "الإرهابي" غذاء وماء ومواد للعلاج الطبي. المستوى السياسي المسؤول عن الجيش، هو مَن يحدد الثمن عندما يصادق على كل صفقة، ويقوم الجيش بدفع الثمن العسكري من أجل حاجات مدنية. هذا هو جوهر الصفقة - سيتم تحرير الرهائن، والجيش سيقاتل بشكل أصعب بكثير.
- في نهاية الحرب التي "ستنظّف" غزة، وبعد ذلك، سنتفاخر بأننا لم نتجاهل الأبعاد الإنسانية والواجب الأخلاقي بشأن موضوع تحرير الرهائن. إلا إنه لا مكان لهذا الفخر إلا بعد نهاية الحرب بانتصار مطلق، لذلك، يجب تجديد القتال فوراً، بعد انتهاء وقف إطلاق النار المتفق عليه. ولتحقيق هذا النصر، يجب توسيع القتال بشكل جدي. يجب إنهاء هذه المهمة التاريخية من دون تردد أو تخوف، وأعتقد أن هناك دعماً غير محدود لهذا الهدف في أوساط شعب إسرائيل.