دعوا الجيش ينتصر في الشمال
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- في الوقت الذي توشك جبهة الجنوب على الدخول في عدة أيام من التهدئة، ستجري خلالها صفقة إطلاق عشرات المخطوفين، تتصاعد في الشمال المواجهة بين الجيش الإسرائيلي وبين حزب الله ببطء. وتزداد جرأة التنظيم "الإرهابي" الشيعي، الذراع الإيرانية، وتتصاعد كلما بدا لأنصاره أن خطر اندلاع حرب واسعة من جانب إسرائيل ضئيل. في هذا الأسبوع فقط، سُجّل كثير من الحوادث على الحدود، إطلاق صواريخ مضادة للدروع وقذائف مدفعية، وحتى إطلاق مسيّرة، جرى اعتراضها فوق نهاريا. من الصعب ألا نرى في ازدياد هذه الهجمات خطوة محسوبة يقوم بها حزب الله، وهدفها تغيير جذري في المعادلة الأمنية التي وُضعت على الحدود مع لبنان منذ انتهاء حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006].
- من الواضح أن نصر الله يريد العودة إلى الأيام التي كان فيها سكان المستوطنات المتاخمة للحدود يعيشون في خوف دائم من إطلاق الصواريخ والقذائف المدفعية، ومن تسلُّل "مخربين". وهنا يُطرح السؤال: كيف يمكن إعادة السكان إلى منازلهم؟ وكيف تضمن إسرائيل المحافظة على سلامة السكان في هذه المستوطنات؟
- بمرور الأيام، يبدو أنه لا يمكن إنهاء الحرب في غزة من دون عملية عسكرية كبيرة على الجبهة الشمالية أيضاً. يجب أن نوجّه إلى حزب الله ضربة عسكرية قوية جداً. بهذه الطريقة، تفهم قيادة الحزب أن مصلحتها هي في عودة الهدوء المطلق. ومن دون القيام بمثل هذه الضربة، لا يمكن إنهاء حالة الحرب والعودة إلى الحياة العادية في الجليل. صحيح أن القيام بعملية عسكرية في لبنان، يمكن أن يكون إشكالياً من الناحية الدولية. إن الشرعية الدولية المعطاة لإسرائيل في حربها ضد غزة ناجمة بصورة أساسية عن "الوحشية" التي لا يمكن وصفها للهجوم العنيف الذي شنته "حماس" في عيد سيمحاة هتوراه. فقد أدرك زعماء الدول الغربية الذين تعرضوا لمثل هذه الفظائع أنه لا يمكنهم السكوت عن هجوم فظيع كهذا. وبالتالي، فإن تجنيد شرعية دولية مشابهة لشن هجوم كبير في الشمال، سيكون صعباً للغاية. لكن على الرغم من صعوبة شن معركتين على جبهتين في آن معاً، والخوف من الضغط الدولي، فقد حان الوقت للقيام بعملية عسكرية ضد حزب الله.
- طول نفَس المدنيين له حدود. وتحديداً، من أجل العودة إلى توظيف الجهد الأكبر في غزة، المطلوب تحقيق إنجاز عسكري مهم في الساحة الشمالية. مثلُ هذه الخطوة، يمكن أن يدفع حزب الله إلى الإدراك أن لديه الكثير ليخسره جرّاء تصعيد المواجهة، وفي إمكان هذه الخطوة أن تعيد الهدوء إلى الشمال، وأن تسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم، وتمنح الجيش الإسرائيلي مساحة أكبر للتنفس والقضاء على "حماس".