حرب مفاجئة في لبنان؟ حان وقت خطوة سياسية كبرى في الشمال
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- مع بداية وقف إطلاق النار في الجنوب، سارع حزب الله إلى المبادرة إلى إعلان وقف إطلاق نار "أحادي الجانب" في منطقته هو أيضاً. هذه الخطوة التي نفّذها هذا التنظيم "القاتل"، يمكن تفسيرها، على ما يبدو، بحاجته إلى إعادة تحضير نفسه لمواصلة القتال، بعد الضربات التي تلقاها (بضع مئات من القتلى، وانسحاب معين من عمق الميدان)، وهو ما أضعف، حتى الآن، قدراته في المباغتة التي حضّرها لإسرائيل، على غرار هجوم مفاجئ تشنه قوة الرضوان على بلدات الشمال.
- في المقابل، لا يزال حزب الله يمتلك قدرات كبيرة في المجال الصاروخي ومجال القدرات العسكرية النظامية، التي يشكل حضورها تهديداً حقيقياً على امتداد الخط الأزرق، فضلاً عن استغلال الحزب المعركة الحالية من أجل نشر وحدات ميليشيوية تديرها إيران في الجنوب اللبناني، إلى جانب إطلاق النار من فلسطينيين، وهو ما يعكس إصرار الحزب على أن يرسخ، حتى بعد انتهاء الحرب في غزة، منطق عمل يتمثل في حرب استنزاف. وبذا، يحافظ الحزب على قدرته على المبادرة، والمفاجأة، والمضايقة، في الوقت الذي يخدم بصفته الذراع الطويلة "لرعاته" الإيرانيين.
- خلال الأسابيع القليلة الماضية، نجحت إسرائيل في تعطيل مخططات حزب الله، على الرغم من أنها لم تحقق بعد الهدف المنشود المتمثل في إبعاد الحزب إلى شمال خط الليطاني، وفقاً للقرار 1701. ويبدو أن الحكومات الإسرائيلية، طوال القرن الماضي، تجاهلت انتشار حزب الله على الخط الحدودي، والآن، لم يتبقّ من خيار سوى القيام بعمل عسكري واسع النطاق في لبنان يستعيد، في أفضل الحالات، إنجازات حرب لبنان الثانية، وهي الحرب التي تم الافتراء عليها ظلماً.
- لكن يوجد خيار آخر أيضاً، وهو الاستفادة من الضعف الموقت لحزب الله، الذي يواجه مصاعب في تحقيق أهدافه، من أجل استغلال الصراع الحالي كضغط سياسي لإعادة الوضع إلى حاله فيما يتعلق بالقرار 1701. يتعين على حلفاء إسرائيل، وعلى رأسهم إدارة بايدن، وبعض الدول الأوروبية التي تربطها علاقات وثيقة بالدولة اللبنانية (المصالح الاقتصادية المتمثلة في الغاز والطاقة)، الشروع منذ الآن، قبل تصاعُد الحرب، في مطالبة الحكومة اللبنانية بتبنّي القرار 1701، مع تسويات آنية متمثلة في قوة متعددة الجنسيات تعمل جنوبي خط الليطاني، بهدف تطبيق القرار.
- من المتوقع أن يعارض حزب الله، على الرغم من أنه يدرك جيداً أن هذه الفرصة ربما تكون الوحيدة للحؤول دون وقوع حرب تبادر إليها إسرائيل، وهي حرب من شأنها، كما يتضح في الميدان الغزي، أن تؤدي إلى تدمير وخراب هائل يستمر أعواماً طويلة، في بيروت، والدولة اللبنانية بأسرها.
- الحكومة الإسرائيلية، التي اختارت شنّ حرب بالترتيب، أي على إسرائيل أولاً هزيمة غزة، وبعدها التفرغ للبنان، يتعين عليها تغيير توجُّهها. فالواقع على الحدود الشمالية، الذي أدى إلى اقتلاع عشرات آلاف المواطنين الإسرائيليين من منازلهم، يُلزم إسرائيل إجراء التحركات الدبلوماسية بالتزامن مع خوض المعركة العسكرية. وهكذا، يُستحسن أن تزيل إسرائيل التهديد الفوري الذي يمثله حزب الله، أو أن تخلق، بدلاً من ذلك، الشرعية المطلوبة لمهاجمة الحزب، عندما تنتهي الحرب في غزة.
الكلمات المفتاحية