أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستعود إلى القتال في إطار حربها على قطاع غزة، والمتواصلة منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وذلك بمجرد استنفاد مرحلة إعادة المخطوفين، وشدّد على أن هذه المسألة محسومة، وأن الأهداف الإسرائيلية المعلنة من الحرب على غزة لا تزال قائمة.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق شريط مصوّر صدر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في سادس أيام الهدنة الإنسانية في قطاع غزة أمس (الأربعاء)، وقال فيه رئيس الحكومة أيضاً: "منذ بداية الحرب على غزة، حدّدت ثلاثة أهداف: القضاء على حركة ’حماس’، وعودة جميع المخطوفين الإسرائيليين في غزة، وضمان أن غزة لن تشكل مرة أُخرى تهديداً لإسرائيل. إن هذه الأهداف الثلاثة لا تزال قائمة. ولقد حققنا الأسبوع الماضي إنجازاً عظيماً للغاية، ألا وهو عودة العشرات من المخطوفين. قبل أسبوع، كان الأمر يبدو خيالياً، لكننا حققناه".
وأضاف نتنياهو: "في الأيام الأخيرة، أسمع سؤالاً متكرراً، فحواه: هل ستعود إسرائيل إلى القتال، بعد استنفاد مرحلة إعادة المخطوفين؟ إن إجابتي هي نعم بشكل لا لبس فيه. من المستحيل ألّا نعود إلى القتال حتى النهاية. هذه هي سياستي، والمجلس الوزاري المصغّر [الكابينيت] بأكمله والحكومة بأكملها يقفان وراءها، كما يقف وراءها جنود الجيش الإسرائيلي والشعب، وهذا بالضبط ما سنفعله".
بدوره، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمليات البرية في جميع أنحاء غزة في القريب العاجل.
وأضاف غالانت، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام جولة قام بها أمس في مديرية الدبابات والمدرعات التابعة لوزارة الدفاع، لتفقُّد أعمال الصيانة وإعادة تأهيل الدبابات التي خرجت من الخدمة في غزة: "انتهيت الآن من زيارة مصنع دبابات ‘ميركافا‘، ورأيت عن قرب كيف تتم إعادة جميع الدبابات إلى الخدمة. إن النتائج مبهرة. كما أن العمال والمقاتلين والجنود يعملون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في هذه المهمات. وهذه الدبابات أصبحت في أيدي القوات، بعد أن تم الاعتناء بها، وقريباً جداً ستعود هذه الدبابات وناقلات الجند من طراز ’نمور’ وجميع المركبات المدرعة الأُخرى إلى العمل في جميع أنحاء غزة. إذا كان لدى أي شخص أي شك، فسنواصل قريباً جداً، وسنتوغل حتى تتم هزيمة العدو وإرجاع المخطوفين إلى منازلهم".
وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية في وقت لاحق، أن غالانت عقد جلسة خاصة لتقييم الأوضاع المتعلقة بالجهود المبذولة لإعادة المخطوفين، بمشاركة رئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] ورئيس الموساد وقيادة الأركان العامة قي الجيش الإسرائيلي، وقال في ختامها: "إننا نبذل قصارى جهدنا لإعادة جميع المخطوفين واستغلال التحرك الحالي بالكامل لإعادة جميع النساء والأطفال المحتجزين في غزة". وشدّد على أن قوات الجيش الإسرائيلي في الجو والبر والبحر مستعدة لاستئناف القتال على الفور.
وفي وقت سابق أمس، قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن 161 شخصاً، منهم 126 ذكراً و35 أنثى، ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 146 إسرائيلياً، و15 أجنبياً. وأُطلق سراح 86 شخصاً منهم، بينهم 66 إسرائيلياً، من أصل نحو 235 مخطوفاً اعتُبروا في قيد الحياة.
وأعلنت كتائب القسّام أمس مقتل 3 مخطوفين إسرائيليين من أبناء عائلة واحدة جرّاء قصف إسرائيلي سابق في قطاع غزة.
يُذكر أنه بدأت يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي هدنة إنسانية في قطاع غزة، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، استمرت 4 أيام، وأُعلن تمديدها يومين إضافيين، وتنتهي صباح اليوم (الخميس)، ومن بنودها، وقف إطلاق النار، وتبادُل أسرى، وإدخال مساعدات إلى قطاع غزة.