يجب عدم وقف القتال، بل مواصلته بصورة مختلفة
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي
معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
- ليس واضحاً مدى صحة الأخبار التي تحدثت عن طرح اقتراح على طاولة النقاشات في قطر، يقضي بعودة جميع المخطوفين، بمن فيهم الجنود ومختلف المخطوفين الموجودين لدى "حماس"، في مقابل ثمن باهظ، هو إطلاق الأسرى الفلسطينيين الأمنيين ووقف إطلاق النار في القطاع. يدل رد المندوب الإسرائيلي في المحادثات، رئيس الموساد ديفيد برنياع، "لن نناقش أي صفقة أُخرى قبل إطلاق كل النساء والأطفال"، على أن أفكار توسيع المخطط الحالي بصورة كبيرة هي أفكار هوائية.
- إن الصفقة الحالية هي إنجاز مهم لإسرائيل. حتى إن المؤسسة الأمنية، التي عارضتها في البداية، تعترف بذلك. وهي بمثابة سداد دين أخلاقي حيال أشخاص تم التخلي عنهم بأبشع الصور في تاريخنا. في المقابل، ثمة شك كبير في أن هناك في إسرائيل مَن يوافق على وقف كامل للقتال، ومعناه أن "حماس" حققت الهدف من الخطف، واستطاعت أن تبني لنفسها سوراً واقياً بشرياً في وجه الحسم العسكري.
- في مثل هذه الحالة، ما العمل؟ توسيع المخطط الحالي عبر أيام إضافية من الهدنة، بقدر المستطاع، من دون المسّ، فعلاً، بالجاهزية لاستئناف الجهد العسكري، واستغلال الوقت، من أجل التخطيط، بدقة، لمواصلة القتال الذي سيكون معقداً جداً، مع وجود مليونَي شخص في جنوب القطاع، وما يشكله هذا من خطر على سائر المخطوفين الذين سيكونون في داخل منطقة القتال.
- بصورة أساسية، يجب إعادة تحديد الإنجاز المطلوب تحقيقه بشكل أكثر دقةً وعمليةً من هدف "تفكيك حماس" الذي جرى صوغه في ضوء الهدف الثالث للحرب، وفقاً لكلام رئيس الحكومة – ضمان إزالة التهديد الأمني من القطاع بصورة دائمة.
- من أجل تحقيق ذلك، يجب البحث مع الولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة في الموضوع الذي امتنع المستوى السياسي من مناقشته حتى الآن، وكان يجب أن يكون البند الأول في قرار اليوم التالي لـ"السبت الأسود"، والمقصود رؤيا حقيقية "لليوم التالي للحرب"، وفي ضوئها، يمكن تنفيذ العملية العسكرية، وليس العكس.