يجب أن نقول الحقيقة للجمهور الإسرائيلي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • من دون سياسة واستراتيجيا، فإن الإنجازات العملانية التكتيكية التي حققتها حرب "السيوف الحديدية" ستذهب هباء. وكما يمكن أن نتلمس من تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، حتى الآن، ليس لدى إسرائيل خطة متبلورة تتعلق باليوم التالي للحرب. هناك أسئلة مصيرية، مثل: مَن سيسيطر على غزة، ومَن سيعيد بناءها، وما هي الآليات الأمنية التي ستضمن منع تعاظُم قوة التنظيمات "الإرهابية" مجدداً، وماهية العلاقة بين غزة والسلطة الفلسطينية؟ هذا كله، فضلاً عن قضايا أُخرى، ترفض الحكومة الإسرائيلية البحث فيها.
  • يستطيع الجيش الإسرائيلي القول، منذ الآن، أنه بعد الانتهاء من "تطهير" الجزء الشمالي من قطاع غزة، سيكون من الصعب تطبيق نمط العمليات على جنوب القطاع، لسبب بسيط، هو أنه يوجد في الجزء الجنوبي اليوم مليونا شخص تقريباً. في ظل كثافة سكانية من هذا النوع، فإن الحد الأقصى الذي يمكن للجيش تحقيقه هو سلسلة عمليات محدودة تستمر شهوراً، وربما سنوات. هذه الحقيقة البسيطة يجب أن نقولها للناس.
  • في إمكان الجيش الإسرائيلي أن يقول، الآن، إنه من دون سيطرة فعلية على ما يدخل إلى قطاع غزة، هناك خطر واضح ومباشر من أن تستعيد "حماس" قوتها في ظل المساعدات الإنسانية. وكما هو معروف، الآن، لا أحد معني ببلورة آليات تفتيش فعالة وفرض حصار بحري يمنع دخول العتاد العسكري إلى قطاع غزة. وهذه الحاجة الملحة التي يجب أن تتحقق بتعاوُن دولي، يجب أن نقولها للمواطنين الإسرائيليين.
  • يستطيع الجيش أن يقول، منذ الآن، إن إطلاق سراح كل المخطوفين يمكن أن يكون أمراً صعباً وطويلاً وعصيباً. إذ ستبذل "حماس" ما في وسعها لإطالة أمد العملية فترة طويلة، ولن تتعامل مع المخطوفين وعائلاتهم برحمة. وجود إسرائيليين بين يدي "حماس" وتنظيمات أُخرى يفرض قيوداً على استخدام القوة، وأيضاً فيما يتعلق بهذا الموضوع المؤلم، يجب أن نقف أمام المواطنين الإسرائيليين، ونعلن بصورة واضحة أنه في أثناء استمرار القتال، سيظل إطلاق المخطوفين في المقام الأول.
  • يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يقول، منذ الآن، إن الحياة على طول الحدود الشمالية ستظل واقعة تحت تهديد متواصل من حزب الله، ولن يكون هناك مفرّ من العودة إلى الحياة الطبيعية في ظل هذا التهديد. وفي إمكان الجيش أن يقول، منذ الآن، إن الأمن على طول حدود إسرائيل بحاجة إلى أموال كبيرة، الأمر الذي سيؤثر في اقتصاد الدولة بعمق، والأموال التي يجب أن تحوَّل إلى الشركاء في الائتلاف، الذين لديهم شهية مفرطة للمال. ومن المجدي مطالبة رئيس الحكومة بإعلان جدول أولويات جديد لدولة إسرائيل، والتأكد من وجود ميزانيات لهذه الأولويات.
  • يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يعلن أنه سيقوم بدور مركزي في إعادة إعمار النقب الغربي، ولأنه سيقيم، فوراً، بؤراً استيطانية عسكرية تدعم المستوطنات في المدى البعيد، على الأقل خلال العقد المقبل...
  • سيقوم الجيش بالتحقيق الذاتي، وسيستخلص الدروس. ويمكن القول إن هذه المهمة بدأت فعلاً، لكن لم يحدث شيء من هذا فيما يتعلق بأداء المستويَين السياسي والحكومي. ويبدو أن نتنياهو لن يعترف بذنبه ومسؤوليته عن سياسته المتواصلة لإضعاف السلطة الفلسطينية وتقوية "حماس" وإدارة النزاع. ولن يكون هناك مواجهة في العمق للتصعيد في الضفة الغربية، الذي تسببت به الحكومة بصورة مباشرة وغير مباشرة. ولن يحدث تحقيق يربط بين الإضعاف المستمر لمؤسسات الدولة، وبين الأداء الحكومي البائس في الأيام التي تلت هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
  • لا يمكننا استبدال الجيش الإسرائيلي، لكن بالتأكيد، يمكننا تحسينه وإصلاحه. وهناك احتمال كبير أن هذا يجري. لكن حكومة إسرائيل الحالية، العديمة المسؤولية والأكثر تطرفاً في تاريخ الدولة، يجب علينا استبدالها. ونأمل أيضاً أن يدرك بني غانتس ذلك.
 

المزيد ضمن العدد