تشير التقديرات السائدة لدى قيادة الجيش الإسرائيلي إلى أن السنة القريبة المقبلة (2024) ستكون "سنة قتال متواصل"؛ إذ سيواصل الجيش عملياته العسكرية في إطار حربه ضد قطاع غزة، بالتوازي مع حالة الاستنفار والانتشار العسكري الواسع للقوات في الجبهة الشمالية [مع لبنان]، وسط توقعات بأن تكون كل الفرق التابعة لتشكيلات الاحتياط مطالَبة بمواصلة الخدمة العسكرية خلال تلك السنة، لمدة شهر واحد على الأقل، بينما ستكون فرق الجيش النظامي مطالَبة بالقتال أكثر من التدريب.
وتم كشف النقاب عن هذه التقديرات في إطار إحاطة صحافية لمراسلي الشؤون العسكرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، قام بها مسؤول رفيع المستوى في قيادة الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد)، وأكد فيها أيضاً أن العمليات القتالية المكثفة للجيش الإسرائيلي ستستمر بصورة متواصلة خلال السنة المقبلة، بما في ذلك التمركز المتواصل للقوات المعززة في منطقة الحدود الشمالية مع لبنان، بالإضافة إلى العمليات القتالية التي ستتواصل في قطاع غزة.
ووفقاً لهذه الإحاطة، لا يستبعد الجيش الإسرائيلي، بعد انتهاء العمليات العسكرية في شمال قطاع غزة وفي خانيونس، إمكان شن عمليات برّية واسعة في مناطق أُخرى من القطاع، وتحديداً في المنطقة الوسطى التي تضم مخيمَي النصيرات والبريج، وكذلك في رفح جنوبي القطاع. كما أن المرحلة الحالية من التوغل البرّي في غزة سوف تستغرق وقتاً طويلاً، والغرض منها هو خفض مستوى مقاومة الفصائل الفلسطينية على الأرض. أمّا المرحلة التالية، فسوف تستهدف السيطرة العملياتية على المنطقة بما يتيح للجيش الإسرائيلي إمكان تنفيذ عمليات هجومية جوية وبرّية وتهيئة الأوضاع لعودة سكان البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة إلى منازلهم.
وأوضح المسؤول العسكري الإسرائيلي نفسه أن التقديرات السائدة لدى قيادة الجيش الإسرائيلي تشير إلى أنه تم القضاء على 7000 عنصر من فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع، وتمت مهاجمة أكثر من 22.000 هدف، وتدمير آلاف فوهات الأنفاق والأهداف تحت الأرض، واعتقال مئات المقاتلين الفلسطينيين. وفيما يتعلق بمخزون الصواريخ لدى حركة "حماس"، فإن تقديرات الجيش تشير إلى أن كتائب القسام لا تزال تمتلك مئات الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى، وإلى أن سبب انخفاض عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية يعود إلى الهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي واحتلال المناطق التي تطلَق منها.
وقال المسؤول العسكري: "هناك مناطق في قطاع غزة لم تعد حركة ’حماس‘ تسيطر عليها عسكرياً، لكن على الرغم من الإنجازات، فإننا لسنا قريبين من نهاية القتال. إن إنهاء مرحلة التوغل البري سيستغرق وقتاً طويلاً. كما أن المرحلة المقبلة ستشهد توسيعاً للعمليات العسكرية لتشمل مدينة رفح ومخيمات اللاجئين في المنطقة الوسطى."
ولفت المسؤول العسكري أيضاً إلى أن استعدادات الجيش الإسرائيلي ستشمل رصد ميزانيات إضافية لتمويل مواصلة خدمة تشكيلات الاحتياط في جميع القطاعات، كما لفت إلى إمكان بحث زيادة مدة الخدمة العسكرية الإلزامية لأكثر من عامين وثمانية أشهر. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي سيعمل خلال الفترة المقبلة على إنشاء نظام دفاعي جديد مع تدابير أمنية وبنية تحتية وتكنولوجية خاصة، بغية تأمين عودة مستقبلية للنازحين الإسرائيليين من المناطق الحدودية مع جنوب لبنان، وكذلك من البلدات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة.
وتطرّق المسؤول إلى تهديد الحوثيين من اليمن، فقال إن الاستراتيجيا الإسرائيلية في هذا الشأن تتمثل في الحشد الدولي لمواجهة هجمات هذه الجماعة اليمنية، بما في ذلك الضغط في اتجاه تحريك سفن حربية أميركية وبريطانية وفرنسية ونشرها في عرض البحر الأحمر. كما كشف النقاب عن أن ضباطاً من هذه الدول موجودون في إسرائيل لإجراء محادثات تنسيق تهدف إلى إيجاد أفضل السبل للتعامل مع التهديدات البحرية.