لا يمكن سحق "حماس" من الجو، ولا بديل من التحرك البري على الأرض
تاريخ المقال
فصول من كتاب دليل اسرائيل
المصدر
- المعركة العنيفة في حي الشجاعية، التي سقط فيها 9 مقاتلين خلال الليلة الماضية (الثلاثاء)، أعادت إشعال الانتقادات العامة المألوفة، وفي إطارها، يتم الادعاء أن الجيش يعرّض حياة المقاتلين للخطر، إذ إنهم يدخلون براً إلى مناطق لم يتم "تطهيرها"، من دون تنفيذ عمليات سحق مسبقة باستخدام الضربات الجوية. في الضربة النارية الأولى من هذا الاشتباك، سقط عدد من القوة التابعة للواء غولاني في كمين، ولاحقاً، أصيب مقاتلون من طاقم الإنقاذ.
- في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن إحدى أكبر المشاكل التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في التحرك البري، هي أن السحق من الجو، والسحق بواسطة المدفعية، اللذين يمهّدان الميدان لدخول المقاتلين براً، لم ينجحا في تحقيق الأهداف. فبعد السيطرة على منطقة ما، تبدأ عملية "تطهيرها". عندما نرغب في تهشيم كتيبة من كتائب "حماس"، أو تدمير المجمّع الذي يعمل مقاتلو "حماس" منه، فإن الضربات الجوية لا تكفي. يصرّ الجيش على الدخول وضرب "المخربين"، وتدمير المرافق فوق الأرض وتحتها، وجمع المعلومات الاستخباراتية الحيوية، وشلّ "المخربين"، أو قتلهم.
- هناك أماكن في الميدان، لا يتم الدخول إلى جميع المنازل والمباني فيها، ومنطقة الشجاعية مثال جيد لذلك. يدخل الجيش الإسرائيلي إلى المناطق التي يتم التعريف بأنها تابعة لحركة "حماس"، وهي مناطق يجب الوصول إليها وتفكيكها، إذا كانت الغاية خلق "منطقة عازلة" بين حيٍّ مثل الشجاعية، وبين كيبوتس "ناحل عوز"، الواقع على مسافة لا تزيد عن 700 متر من الحي، على الجانب الآخر من الجدار. يجب التأكد من عدم بقاء أيّ "مخرب" هناك، وهو الأمر الوحيد الذي قد يؤدي إلى عودة سكان "غلاف غزة" إلى منازلهم.
- بناءً على ما تقدّم، هناك مواقع في القطاع يتحتّم على الجيش الإسرائيلي دخولها بقوات برية محمولة وراجلة، ولسوء الحظ، تترتب عل هذا أثمان. عندما يخوض المرء اشتباكاً مباشرا مع "المخربين" فإنه يصيبهم، لكن من الممكن أن يُصاب هو أيضاً. هذا هو التعقيد الأكبر الكامن في العمل على الأرض.
الكلمات المفتاحية