بدأت إسرائيل بمساعيها من أجل تحريك عملية سياسية في مواجهة لبنان، تهدف إلى إبعاد قوة الرضوان التابعة لحزب الله عن الحدود، وتعتمد على شرطين. الشرط الأول؛ ابتعاد حزب الله، على الأقل، إلى مسافة 5-7 كلم عن الحدود، بحيث يصبح من الصعب إطلاق النار على المستوطنات مباشرةً، أو القيام بعملية توغُّل. والشرط الثاني؛ مطالبة إسرائيل حزب الله بعدم إعادة إقامة المواقع المئة التي دمرها الجيش الإسرائيلي، لمنع عودة حزب الله إليها مجدداً.
في إسرائيل، يدركون أن السكان الذين جرى إجلاؤهم عن مستوطنات الشمال منذ بدء القتال، لن يعودوا إلى منازلهم قبل حدوث تغيُّر ملموس يمكن رؤيته بالعين المجردة. وبناءً على ذلك، هناك إجماع وسط أعضاء "كابينيت الحرب" على أنه من دون ضغط سياسي الآن، لن يكون هناك مفرّ من عملية عسكرية كبيرة في الشمال، وإذا لم يتم منذ الآن توضيح هذا الخط، فلن تحصل إسرائيل على شرعية للقيام بهذه العملية. والهدف من التحرك السياسي المقصود زيادة وجود قوات اليونيفيل، والضغط على الحكومة اللبنانية لإبعاد حزب الله عن الحدود.
بناءً على ذلك، يُجري الوزير بني غانتس في الأيام الأخيرة، بمبادرة منه، محادثات مع رؤساء دول ووزراء خارجية في هذا الشأن، وكذلك مع زعماء في العالم العربي. وفي مركز هذه المحادثات وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزيرا الخارجية الألماني والبريطاني، ووزيرة الخارجية الفرنسية. ومن المتوقع أن يتحدث في الغد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً. والرسالة التي نقلها غانتس إلى هؤلاء الوزراء، مفادها إذا واصل حزب الله هجماته، ولم يسحب مقاتليه الموجودين بالقرب من الحدود، فلن يكون هناك خيار أمام إسرائيل سوى خوض عملية عسكرية واسعة النطاق في الشمال.