6 أسباب لإجراء انتخابات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • قرار المحكمة العليا إبطال قانون ذريعة المعقولية، يدل على طبيعة الحكومة أكثر مما يدل على طبيعة المحكمة. لقد حدث هذا بسبب شراسة وزير العدل ياريف ليفين وشركائه من أجل الدفع قدماً بالإصلاح القضائي، وبسبب الثمن الزهيد لسنّ قوانين أساس في الأعوام الأخيرة.  هناك 6 أسباب، على الأقل، تدعونا إلى الذهاب إلى انتخابات جديدة للكنيست، وفي طليعتها سبب مركزي، هو أن هذه الحكومة هي أكثر الحكومات فشلاً وتدميراً في تاريخ إسرائيل، من كل النواحي، وعدد كبير من مؤيديها يوافقون على هذه النقطة.
  • سبب أخلاقي، من الواضح أن حكومةً فشلت بهذا الشكل المخزي، وشهدت إسرائيل في أيامها أعظم كارثة في تاريخها، يجب عليها التخلي عن منصبها، وتحمُّل مسؤوليتها عن النتائج المدمرة.
  • سبب أمني، تقترب إسرائيل من استنفاد معركتها الكبيرة في غزة، وحالياً، تنوي الانتقال إلى صيانة الأمن في غزة بصورة مشابهة لِما يحدث في الضفة الغربية، بينما تواصل محاولاتها تحقيق أهداف تفكيك قدرات "حماس"، عسكرياً وسلطوياً، وإعادة المخطوفين. لا يوجد خلاف جوهري بين الكتل بشأن الحاجة إلى محاربة "حماس" ومنعها من إعادة بناء قوتها. هذه المهمة ستستغرق وقتاً طويلاً، ستواجهها الحكومات المقبلة، لذا، لا جدوى من إطالة أيام الحكومة الحالية. إن الجبهة الشمالية أكثر تعقيداً. ويجب أن نقرر كيف سنبعد حزب الله عن الحدود، الأمر الذي يتطلب حكومة مستقرة وواسعة.
  • سبب سياسي، هناك فجوات كبيرة بين أركان حكومة الطوارىء. ففي أقصى اليمين، يريد بتسلئيل سموتريتش وأوريت ستروك وإيتمار بن غفير احتلال غزة وإقامة مستوطنات يهودية هناك، كجزء من خطة الحسم التي تهدف أيضاً إلى القضاء على السلطة الفلسطينية. في الليكود، يطرحون أفكاراً، مثل تشجيع هجرة سكان غزة. في المعسكر الرسمي، وأيضاً في جزء من حزب الليكود، يدركون أنه لا يمكن أن تسيطر إسرائيل على غزة، وأن الحل يجب أن يضم أطرافاً فلسطينية غير تابعة لـ "حماس".
  • سبب اقتصادي، في تقدير بنك إسرائيل، ستصل تكلفة الحرب إلى نحو 210 مليارات شيكل، والتقدير أن الكارثة الأمنية التي حدثت في 7 تشرين الأول/أكتوبر ستفرض وضع عقيدة أمنية محدثة، وهو ما سيؤدي إلى زيادة دائمة تقدَّر بـ20 مليار شيكل على ميزانية الأمن. وهذا يتطلب تغييرات في سلّم الأولويات واتخاذ قرارات صعبة، الحكومة الحالية لا تقدر، وغير مؤهلة لاتخاذها. فهي تواصل تخصيص مليارات الشيكلات كأموال ائتلافية، وترفض إغلاق 7-8 وزارات غير ضرورية. كما من الصعب رؤية هذه الحكومة تقرر زيادة الضرائب من أجل إغلاق الفجوة الكبيرة في الميزانية. وهذا الوضع يتطلب الذهاب إلى انتخابات.
  • القيادة، تعاني إسرائيل جرّاء أزمة قيادة خطِرة. فمنذ بدء التحقيقات معه، لم يعد بنيامين نتنياهو قائداً، وانشغل في الدفاع عن بقائه الشخصي، ومن أجل هذا الهدف، سخّر حزبه وشركاءه من الأحزاب الحريدية، ومن أحزاب اليمين. لا يمكنه إعادة اللحمة إلى المجتمع الإسرائيلي في الوقت الذي حرص، طوال أعوام، على تقسيم هذا المجتمع وزيادة الاستقطابات فيه. وعلى الرغم من تجربته، فإنه أسير بين يدي المتطرفين، وهو ما يجعل تجربته ومؤهلاته غير ذات صلة. لقد تحول إلى عبء على معسكره، وعلى الدولة، وما دام موجوداً في منصبه، سيكون من الصعب إعادة تشغيل المنظومة السياسية ومواجهة الأضرار التي تسببت بها هذه الحكومة.
  • سبب تشغيلي، امتازت الحكومة الحالية، منذ يومها الأول، بملاحقة حراس البوابة وأصحاب المناصب، من المستشارة القانونية للحكومة، إلى مدراء شركات عامة، وكانت ميزتها الأساسية رغبتها في تعيين مقربين منها وموالين لها، بدلاً من أشخاص مهنيين. التقصير الخطِر في 7 تشرين الأول/أكتوبر يتطلب تقديم استقالة عدد من المسؤولين الكبار في المؤسسة الأمنية، وإعادة تشغيل المنظومة. وخطوة من هذا النوع، تتطلب حكومة مستقرة تحوز ثقة الجمهور. لقد خسرت هذه الحكومة ثقة الشعب، كما يظهر من استطلاعات الرأي كلها، وعليها الرحيل كي تستعيد الدولة قدرتها على العمل مرة أُخرى.
 

المزيد ضمن العدد