المطلوب أن يكون هناك ضابط يقول لنتنياهو: وصلنا إلى هنا؛ كفى
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • لا يجب على المقاتلين في الميدان التعمق في أهداف القتال، ولا يجب عليهم الإقرار ما إذا كانت واقعية أم لا. ولا يوجد مَن يسألهم أيضاً. أقوالهم التي تصل إلينا عبر مصفاة الرقابة الذاتية والإعلامية، تتضمن قصة قومية وقصص بطولة، ولا يوجد امتعاض يميز قصص الحرب عموماً. يقاتلون من أجل حياتهم وحياة أصدقائهم، وكل ما يريدونه هو العودة إلى المنزل بسلام.
  • إنهم يعتمدون على قيادتهم للقيام بذلك. وقيادتهم تعتمد على الحكومة. والحكومة تعتمد على آخر شخص يمكن الاعتماد عليه. لا يمكن الاعتماد على بنيامين نتنياهو لأن الحديث يدور حول شخص سيئ. شخص سيئ لدرجة أنه يمكن أن يحجز مكانين لموقف لسيارة واحدة، ولن يشعر بأي ذنب، ويدهس قطة، لأن هذا ما يريده. شخص سيئ كجار مستفز ومدير يقوم بعمليات إذلال.
  • نتنياهو الذي يقف على رأس الهرم، سيضحّي بالجندي في قاعدة الهرم، إذا كان هذا مفيداً له. وسيحرك الكتائب إذا كان هذا لمصلحته. كما أنه سيطيل أمد تحرير الرهائن إذا كان لمصلحته. هل يخدم اغتيال العاروري تحريرهم؟ من الغريب كيف يترك أهالي الجنود حياة أولادهم بين يديه.
  • الجيش لا يعرف ما هي أهداف القتال. ونحن أيضاً. نتنياهو هو الوحيد الذي يعرف: الهدف هو الوقت. يقول لنا أوقفوا الزمن، أنا لا أريد النزول. ولا أهمية للتكلفة، وعدد القتلى. في نظره، الوقت هو الذي سيمنحه السلطة والحرية. الوقت بالنسبة إلى الجنود، هو احتمال أكبر للموت. الوقت بالنسبة إلى الرهائن، هو الموت تحت التعذيب. والوقت بالنسبة إلى مَن تم إجلاؤهم: هدم المنزل والمعيشة.
  • مَن يدافع عنا أمامه ؟
  • قبل 41 عاماً، حذّر قائد لواء المدرعات، الجنرال إيلي غابع، ضباطه من الدخول إلى مشارف بيروت. وقال إن دخول كهذا سيؤدي إلى خسائر ثقيلة لقواتنا، ويُلحق الضرر بالمدنيين. واقترح الاستقالة من منصبه كقائد، والقتال مع جنوده كقائد دبابة. تم رفض طلبه وعزله من الجيش، ومن الخدمة في جيش الاحتياط.
  • لقد رأى غابع من قلب الوحل في لبنان اليوم التالي الذي لم يرَه المقاتلون. ذلك بأنهم منشغلون بالبقاء. كلما كان الضابط أكبر، كلما كانت رؤيته أكثر اتساعاً. إنهم يعرفون حجم الخطر وإسقاطات استمرار القتال. المطلوب أن يخرج من صفوفهم إيلي غابع جديد ويقول: صحيح أنه بات متأخراً، لكن ما زال ممكناً. عليه أن يمسك برئيس الحكومة ويقول له: كفى.
  • لا يوجد لدينا إيلي غابع. ولا يوجد لدينا مَن يمكن لاحتجاجه أن يحول أهداف الحرب، من الانتقام (الذي يسمى أيضاً الردع) إلى الاعتراف بأننا خسرنا في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، والآن، علينا النهوض ونفض الغبار عن ملابسنا، والتفكير بطريقة مختلفة.
  • نحن لا نزال نحمل خجل 7 تشرين الأول/ أكتوبر. لا يمكن إدارة حرب بدافع الخجل. الرد انطلاقاً من هذا الدافع ملائم لأزعر في الصف، وليس لدولة. هذا الخجل أيضاً يعيدنا إلى الرؤية التي كانت قائمة يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر، الاستعلاء الذي بحسبه، "الفلسطينيون أغبياء"، ونحن أذكياء: نبيعهم "وقف إطلاق نار"، ثم نخرقه بعد تحرير الرهائن. ونتخيل أنه "يمكن إدارة" الفلسطينيين في الضفة، وإن لم نقم بأي شيء هناك، لن يحدث شيء.
  • نلعب بالأفكار، كأن نمنح الغزيين 700 شيكل، وسيذهبون من هنا (إنهم لا يقاتلون ولا مرة من أجل المنزل، نحن فقط مَن يقوم بذلك). ونرغب في النهوض صباحاً ونكتشف أنهم تبخروا. مليونا إنسان، رجال ونساء وأطفال، عالقون في حلقنا. قتلهم غير ممكن، وتهجيرهم صعب.
  • يمكننا أن نجمع سموتريتش وتسفي يحزقيلي والجنرال آيلاند، وأن نطلب منهم أفكاراً لتقليص حجم السكان من 2 مليون إلى 100 ألف. وإن لم يقنعهم الجوع، يمكن أن تقنعهم قنبلة بحجم طن. حينها، سيقف بالدور مليون شخص بانتظار "الهجرة الطوعية".
  • فقط فكّر أيها الجنرال آيلاند بصورة النصر التي ستُنشر بعد أن تجوّع المواطنين، الرجال والنساء والأطفال. صحيح أنك ستكون فخوراً بها، لكن تذكر أنه في حال جاء التجويع والتهجير بالنصر- فكثيرون من الموجودين هنا سيرفعون الأعلام البيضاء، ويوضبون حقائب السفر، ويطلبون من سموتريتش أن يأخذهم بعين الاعتبار، ويجد دولة توافق على استقبال اللاجئين.