قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ملتزمة إحداث تغيير جذري في الوضع الأمني على حدودها الشمالية مع لبنان، على خلفية الهجمات اليومية التي يشنها حزب الله في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه خلال الاجتماع الذي عقده مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين في تل أبيب مساء أول أمس (الخميس)، وأكد فيه رئيس الحكومة أيضاً أنه يجب استعادة الأمن في الحدود الشمالية، حتى يتمكن السكان الإسرائيليون الذين تم إجلاؤهم عن تلك المنطقة، والذين يقدر عددهم بنحو 100.000 نسمة، من العودة إلى منازلهم والعيش في أمان.
وقال نتنياهو: "لن نتوقف حتى يتم تحقيق هذا الهدف، سواء دبلوماسياً، وهو ما تفضله إسرائيل، أو بطريقة أُخرى. وعليّ أن أؤكد أنه بعد الهجوم القاتل الذي نفّذته حركة ’حماس’ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصبحت إسرائيل أكثر تصميماً وجرأةً وتوحيداً من أي وقت مضى".
يُذكر أن هوكشتاين وصل إلى المنطقة يوم الأربعاء الماضي في الوقت الذي كثفت واشنطن جهودها الدبلوماسية، في محاولة لخفض التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وحزب الله. وكان هوكشتاين انخرط بشكل كبير في المحادثات التي شهدت قيام إسرائيل ولبنان بترسيم الحدود البحرية في سنة 2022.
وعقد هوكشتاين، فور وصوله إلى إسرائيل أول أمس، اجتماعاً مع وزير الدفاع يوآف غالانت أكد فيه هذا الأخير أن هناك نافذة زمنية قصيرة للتوصل إلى تفاهمات دبلوماسية مع حزب الله، وشدّد على أن النتيجة الوحيدة التي تتطلع إسرائيل إلى تحقيقها هي نشوء واقع جديد في منطقة الحدود الشمالية، يسمح بعودة آمنة للسكان الذين تم إجلاؤهم.
وقال غالانت: "إننا نجد أنفسنا أمام مفترق طرق. هناك نافذة زمنية قصيرة للتفاهمات الدبلوماسية، وهو ما نفضله. لكن في الوقت عينه، لن نتسامح مع التهديدات التي يشكلها وكيل إيران، حزب الله، وسنضمن أمن سكاننا".
وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أن غالانت أطلع هوكشتاين على الوضع الأمني في منطقة الحدود الشمالية لإسرائيل والشروط التي تطلبها وزارة الدفاع لتسهيل العودة الآمنة للسكان إلى منازلهم في المنطقة. وحضر الاجتماع، الذي عُقد في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي، وسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايك هرتسوغ، وعدد من كبار مسؤولي وزارة الدفاع.
وكان هوكشتاين عقد يوم الأربعاء الماضي اجتماعاً في بيروت مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب. وقال بيان صادر عن البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تبذل جهوداً دبلوماسية كبيرة للمساعدة في حل التوتر بين إسرائيل وحزب الله، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وأضاف البيان أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أجرى مكالمة هاتفية مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، اتفقا خلالها على السعي لاتخاذ خطوات لتجنُّب حرب أوسع في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن الوزيرين ناقشا أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع اتساع الصراع في غزة، بما في ذلك اتخاذ خطوات إيجابية لتهدئة التوترات في الضفة الغربية وتجنُّب التصعيد في لبنان وإيران. وجاءت هذه المكالمة الهاتفية قبل رحلة أُخرى سيقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط، هي الرابعة له منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.