إسرائيل تدفع ثمن فمها الكبير
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- النقاش الذي دار أمس في محكمة العدل الدولية بشأن الشكوى المقدمة من جنوب أفريقيا، والتي تطالب المحكمة بإقرار وجود نية إسرائيلية لارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، وإصدار أمر فوري بوقف إطلاق النار، أكد مدى عدم مسؤولية نواب الشعب في إسرائيل.
- خلال الجلسة، استشهد الطاقم القانوني الجنوب أفريقي بعدد لا يحصى من "الجواهر" التي تفاخر بها مَن يُفترض بهم الحرص على المواطنين الإسرائيليين، وقيادتهم بمسؤولية خلال هذه الحرب الصعبة، عسكرياً، أو دبلوماسياً.
- لقد جرى الاستشهاد بما كتبه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في رسالة موجهة إلى الجنود في الجيش الإسرائيلي: "تذكروا ما فعله العماليق بكم"؛ وما قاله وزير الدفاع يوآف غالانت عندما هدد "سنقطع الكهرباء والمياه والطعام والوقود عن غزة. سنوقف كل شيء، لأن إسرائيل تحارب حيوانات، أردتم جحيماً، وستحصلون عليه"؛ الوزير يسرائيل كاتس الذي أصبح الآن وزيراً للخارجية، "تألق" أيضاً عندما دعا إلى إغلاق حنفية المياه إلى غزة لأن "هذا ما يستحقه قتَلة الأطفال". أمّا وزير التراث عميحاي إلياهو الذي اعتقد أن إلقاء قنبلة نووية على غزة أمر ممكن، فقد جرى ذكره أيضاً بسبب قوله "يجب إيجاد طرق للتسبب بمعاناة غزة".
- لكن ليس صقور اليمين، الذين اعتادوا التصريحات العنيفة، هم الذين خدموا شكوى جنوب أفريقيا. بل جرى الاستشهاد أيضاً بكلام رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، الذي من المفترض أن يكون "مسؤولاً وموزوناً"، عندما قال: "الخطاب القائل إن المدنيين غير ضالعين في القتال غير صحيح". "وسنقاتل حتى نهزمهم". كما أشار محامو جنوب أفريقيا إلى أن هرتسوغ وقّع قذيفة أُطلقت على القطاع.
- عندما تكون هذه هي الحال في قيادة الدولة، فما يمكن القول عن الفيديوهات من الميدان، التي تصور جنوداً يرقصون ويغنون "لنسحق نسل العماليق"، أو يقولون "بعون الله، حي الشجاعية في مدينة غزة، سيصبح الحي المرحوم الشجاعية"، و"هدمنا 30 بيتاً. أمر رائع".
- إن الدرس الأساسي من نقاش الأمس هو أن الكلام له أهمية، وأن ضرراً حقيقياً - قانونياً - ودولياً – ودبلوماسياً ، يمكن أن يحدث بسبب تصريحات مسيئة وغير مسؤولة.
- لكن ثمة شك في أن هذه الحكومة السيئة التي يرأسها شخص عديم المسؤولية، يمكن أن تستخلص الخلاصات المطلوبة. من هنا، لم يبق لنا سوى الأمل بأن توضح إسرائيل في جلسة الاستماع اليوم، وقبل كل شيء، من خلال أفعالها في الميدان، ما هي نياتها الحقيقية إزاء غزة.