تقرير: غضب وسخط في إسرائيل على عرض جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي فيما يتعلق باتهامها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أعرب كبار المسؤولين في إسرائيل عن غضبهم وسخطهم على العرض الذي قدمته جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي أمس (الخميس) فيما يتعلق باتهامها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.

وندّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بجنوب أفريقيا، معتبراً أنها "تمثل الوحوش من حركة ’حماس’، وتتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، بينما تخوض هذه الأخيرة حرباً ضد الإبادة الجماعية".

وقال نتنياهو في بيان مصوّر: "إن قضية جنوب أفريقيا في لاهاي هي دليل على عالم انقلب رأساً على عقب. إننا نواجه ’منظمة إرهابية’ ترتكب أسوأ جريمة ضد الشعب اليهودي منذ المحرقة النازية، والآن، يأتي أحدهم للدفاع عنها باسم المحرقة يا لها من وقاحة. إن نفاق جنوب أفريقيا يصرخ نحو السماء. فأين كنتم يا جنوب أفريقيا عندما قُتل الملايين من الناس، أو شُردوا من ديارهم في سورية واليمن، وعلى أيدي من؟ على أيدي شركاء حركة ’حماس’".

ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية القضية بأنها "واحدة من أعظم عروض النفاق في التاريخ".

وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية في بيان نشره على منصة "إكس" ("تويتر" سابقاً) إن جنوب أفريقيا تعمل كـ"ذراع قانونية لحركة ’حماس الإرهابية’، وتتجاهل تماماً حقيقة أن ’إرهابيي حماس’ تسللوا إلى إسرائيل، وقتلوا وأعدموا وذبحوا واغتصبوا واختطفوا مواطنين إسرائيليين، وذلك ببساطة لكونهم إسرائيليين، في محاولة لتنفيذ إبادة جماعية".

وانتقد رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد جنوب أفريقيا، وقال في بيان مصور نشره على منصة "إكس": "ليست إسرائيل هي التي تحاكَم اليوم، ولكن نزاهة المجتمع الدولي. إذا وُجد البلد الذي يحمي نفسه من هجوم إرهابي وحشي وقاتل، يُحال على هذه المحكمة بتهمة الإبادة الجماعية، لقد تحولت اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية إلى مكافأة للإرهاب ومعاداة السامية. وبدلاً من محاكمة القتَلة، العالم يحاكم القتلى".

ووصف رئيس الحكومة السابق نفتالي بينت هذه المحكمة في بيان صادر عنه، بأنها "قضية دريفوس في القرن الـ21"، في إشارة إلى المحاكمة اللاسامية الشهيرة لضابط يهودي في فرنسا قبل أكثر من 100 عام. وأضاف أن هذا عرض مخزٍ للنفاق، ولمعاداة السامية الصارخة.

كما أعربت الجالية اليهودية في جنوب أفريقيا عن دعمها لإسرائيل في مواجهة مزاعم الإبادة الجماعية. وقال بيان صادر عن مجلس المندوبين اليهود في جنوب أفريقيا: "تتجلى ازدواجية خطاب جنوب أفريقيا وازدواجية المعايير لديها أيضاً في إصرارها على البقاء على الحياد والتحدث مع الجانبين في الحرب الروسية - الأوكرانية. ومع ذلك، في حالة إسرائيل، اتبعت إجراءات عقابية مستمرة، بما في ذلك رفضها تقديم التعازي إلى إسرائيل بعد مذبحة 7 تشرين الأول/أكتوبر، وإغلاق سفارة جنوب أفريقيا، وتوجيه احتجاج إلى السفير الإسرائيلي، والآن، إحالة إسرائيل على محكمة العدل الدولية".

وأضاف البيان أن حركة "حماس" هي التي بدأت هذه الحرب، ويمكن أن تنهيها، مؤكداً أنه يمكن لجنوب أفريقيا أن تلعب دوراً في تسهيل ذلك.

هذا، وتزعم جنوب أفريقيا في الدعوى التي رفعتها إلى محكمة العدل الدولية أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد حركة "حماس" منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كما أكدت أمام المحكمة أن هذه الحرب تنطوي على جهد متعمّد لتدمير الحياة في القطاع.

وعرضت جنوب أفريقيا اتهاماتها أمام المحكمة أمس، ومن المتوقع أن تردّ إسرائيل على هذه الاتهامات اليوم (الجمعة).

وتشير النقاط الأساسية في الحجج التي عرضتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية أمس إلى عدد القتلى المرتفع في صفوف السكان المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والأضرار الواسعة التي لحقت بالبنى التحتية المدنية، وإمكانية الوصول المحدودة جداً إلى المواد الغذائية والماء والإمدادات الطبية والعلاج الطبي بالنسبة إلى سكان غزة، والقيود المفروضة على دخول الوقود إلى القطاع.

 

المزيد ضمن العدد