خلْق الانقسام والتشجيع على العنف: الجهد الإيراني للتأثير في الحرب على غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي
معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
- كشف الشاباك عدداً من الجهود للتأثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قامت بها جهات إيرانية انتحلت صفة إسرائيلية، بهدف التأثير في الحديث الإسرائيلي العام، وجمع المعلومات الاستخباراتية، واستخدام مواطنين إسرائيليين بصورة مضللة من أجل تعميق الانقسام الاجتماعي والسياسي.
- ويتماشى هذا جيداً مع الاستراتيجيا الإيرانية التي جرى التعبير عنها في الأعوام الأخيرة، والتي تهدف إلى إلحاق الأذى بدولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي تحت "عتبة التصعيد". لقد افترضت إيران أن استخدام المجال السيبراني ووسائل التواصل الاجتماعي يمنحها "هامشاً للإنكار"، تتميز به هذه النشاطات، وخصوصاً مع عدم الكشف عن الهوية التي تسمح بالفصل بين إيران وبين الذين يقومون بهذه الخطوات ضد إسرائيل، وبهذه الطريقة، تقليص احتمال ردّ إسرائيلي على هذه العمليات.
- لقد ازدادت هذه الجهود خلال فترة الحرب على غزة من خلال استغلال أحداث خلقت اضطراباً في داخل المجتمع الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. جزء من قنوات التأثير التي كشفها الشاباك، أقيمَ فور هجوم "حماس" في 8 تشرين الأول/أكتوبر، أو في الأسابيع التي تلته، بينما ركزت القنوات الموجودة قبل الحرب على موضوعات لها علاقة بالنضال من أجل إعادة المخطوفين، أو تشجيع الدعوات "للعودة إلى غوش قطيف".
- يُضاف إلى هذه الأهداف، التي كشف عنها البيان الصادر عن الشاباك، النشاطات التي تهدف إلى جمع المعلومات الاستخباراتية (من خلال ملء استطلاعات) للتأثير في الحديث الداخلي، وملاحقة جهات سياسية، أو عائلات المخطوفين، ويجب التشديد أيضاً على التحريض الإيراني ضد المواطنين العرب في إسرائيل، والذي تضمّن نشر تفاصيل شخصية وصور مواطنين مع علامات استهداف على وجوههم. لقد شجعت هذه الشبكة أعمال عنف في عدد من المستشفيات، بعد نشر إشاعات كاذبة بشأن وجود "مخرّبي حماس" في تلك المستشفيات. والهدف هو تعميق الشرخ بين اليهود والعرب، وخلق احتكاكات جسدية وعنف حقيقي في وقت حساس، حذّر خلاله مسؤولون رفيعو المستوى في إسرائيل من مغبة نشوب "حارس الأسوار 2".
- الكشف عن جهود التأثير الإيرانية في شبكات التواصل الاجتماعي، والذي قام به الشاباك هذا الأسبوع، يدل على أن الشاباك يعتبرها خطراً حقيقياً. والحديث الإعلامي عن هذه الظاهرة هو من أجل تعزيز الوعي العام لدى الجمهور ومحاربة الجهل الرقمي.