نتنياهو يمتنع من التوصل إلى صفقة خوفاً من قاعدته الانتخابية، ولحظة الحسم لدى كل من غانتس وأيزنكوت تقترب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • الهدفان الرئيسيان المعلنان من الحرب (تفكيك قدرات "حماس" وتهيئة الظروف لعودة المخطوفين) ليسا متعارضين في هذه المرحلة فحسب، بل إنهما غير متزامنين من ناحية الجداول الزمنية. لقد خطط الجيش بعد "مجزرة" السابع من تشرين الأول/أكتوبر لحملة مكونة من أربع مراحل.
  • كان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثالثة التي يدور الحديث عنها، والتي تشمل تقليصاً لتعداد القوات العاملة في القطاع، والتحول في اتجاه عمليات أكثر دقةً، خلال 3 أشهر من اندلاع الحرب، ويتم الانتقال إليها الآن بصورة تدريجية، إذ يتحدث الجيش عن الحاجة إلى أشهر عديدة أُخرى من القتال بصيغة أكثر محدوديةً، قبل استقرار الوضع في القطاع وزوال التهديد العسكري الذي تمثله حركة "حماس"، بسبب تفكيك جزء كبير من قدراتها.
  • إلاّ إن هذا الجدول لا يتسق مع الخطر المحقق والمتصاعد على حياة المخطوفين الباقين في القطاع. يوم أمس، أعلن كيبوتس بئيري وفاة المخطوفَين إيتايسا فيرسكي ويوسي شراعبي، بعد ادّعاء "حماس" أنهما قُتلا مؤخراً نتيجة الهجمات الإسرائيلية. وحدد الجيش، استناداً إلى معلومات استخباراتية وأدلة شرعية جزئية أن أكثر من 20 من المخطوفين ماتوا، أو قُتلوا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وتم خطف جثامينهم. وقد يكون العدد الحقيقي أكبر من ذلك.
  • ونظراً إلى ظروف الأسر الصعبة التي لا تُحتمل، والتي تحدث عنها المخطوفون الذين أُطلق سراحهم قبل نحو شهرين، قد تصل إلى مسامعنا في المستقبل أخبار موت مزيد من المخطوفين. هناك قلق كبير أيضاً على حالة هؤلاء النفسية. بناءً عليه، بتنا نشهد علائم العجالة التي تتحدث عنها عائلات المخطوفين الآن في الحملة الهادفة إلى إطلاق سراحهم، إذ تخشى العائلات من أن تدابير الجيش لن تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى، بل أن تتسبب بمقتلهم من دون قصد.
  • عاد وزير الدفاع غالانت يوم أمس الأول إلى تكرار ادعاءاته أنه ما من سبيل سوى مواصلة الضغط العسكري على "حماس"، من أجل عقد صفقة تبادُل جديدة، ولن يتحقق الأمر من دون استمرار هجمات الجيش. بعض كبار الضباط يشارك الوزير رأيه، لكنه أقل يقيناً منه، في معظم الحالات.
  • يعود نتنياهو إلى تكرار عبارات جوفاء، على غرار "سنقاتل حتى النصر"، لكن هذا يعود، غالباً، إلى اعتبارات بقائه في الحكم. يعلم نتنياهو بأن مثل هذه الخطوة [التوصل إلى صفقة جديدة] قد يؤدي إلى تفكُّك حكومته من الداخل، لأن شركاءه في اليمين المتطرف قد ينسحبون من الحكومة، على الرغم من ازدياد الدعم الجماهيري لصفقة قد تنطوي على تنازلات صعبة.
  • هناك استقطاب حاد في مجلس الكابينيت الحربي بشأن هذه المسألة. ففي مقابل نتنياهو وكلّ من الوزيرين غالانت وديرمر، الذين يعارضون عقد صفقة تتطلب وقفاً طويلاً لإطلاق النار، وإطلاقاً جماعياً لسراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، هناك وزيرا حزب المعسكر الرسمي، بني غانتس وغادي أيزنكوت، والوزير المراقب من حزب شاس، أرييه درعي. يبدو أن هؤلاء الثلاثة يسعون للتوصل إلى صفقة، حتى لو كان الثمن المحتمل لها وقف القتال (والذي يعني إلى حد كبير الاعتراف بانتصار "حماس" في هذه الجولة). إن ادّعاء هؤلاء يتعلق، أولاً وقبل كل شيء، بالواجب الأخلاقي من جانب الدولة تجاه المخطوفين، وهم في أغلبيتهم من المدنيين، والذين تُركوا لمصائرهم في أعقاب إخفاق أمني واستراتيجي فادح.
  • هناك أيضاً سوء فهم فيما يتعلق بتقدم التحركات العسكرية. ربما يكون قائد الفرقة 98، اللفتنانت كولونيل دان غولدفوس، أكثر الرجال تصميماً في الشرق الأوسط، لكن الجهد الواسع الذي يبذله في خان يونس للعثور على زعماء "حماس" والمخطوفين، لم يؤت ثماره حتى الآن. يقوم الجيش هناك بردم الأنفاق ويقتل "المخربين"، لكن القتال يدور بحذر وبطء. وعلى الرغم من بروز محاولات رؤساء المؤسسة الأمنية إقناع أنفسهم بوجود يحيى السنوار وجماعته، أو المخطوفين، حتى الآن في شبكة الأنفاق الواقعة تحت المدينة، أو أنهم لم ينتقلوا على مدار الأسابيع الماضية إلى رفح، فإن هناك في رفح، يوجد نحو المليون ونصف المليون من البشر، يمثلون درعاً بشرياً فوق الأرض، ومن المحتمل أن يشعر رئيس "حماس" في القطاع بالأمان هناك.
  • في خلفية الأحداث، يتصاعد منسوب الإحباط الهائل الذي يسود الضابطية العليا في كلّ من الجيش الإسرائيلي والشاباك. الخوف هنا يتمثل في أن الاعتبارات السياسية لدى نتنياهو بدأت فعلاً بالتسبب بتقويض الإنجازات المتحققة، إسرائيلياً، حتى الآن. أفادت مراسلة القناة 13، موريا أسرف فولبرغ، بأن رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي حذّر المستوى السياسي من أن رفضه صوغ استراتيجيا لـ "اليوم التالي للحرب" قد يجرّ الجيش إلى تكرار نشاطاته في المناطق التي أنهى القتال فيها فعلياً. وتتعلق تحذيرات هليفي بصورة أساسية بمنطقة شمال القطاع، حيث عادت "حماس" إلى إظهار علامات تشير إلى عودتها إلى حُكم المنطقة، وإن بصورة غير علنية تماماً، بعد تخفيض عديد القوات الإسرائيلية هناك. خلال الأيام الماضية، تم إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون أكثر من مرة من مناطق في شمال القطاع، كان الجيش الإسرائيلي احتلها في تشرين الثاني/نوفمبر. وقد تحاول "حماس" تنظيم استعراض لوجودها فوق الأرض، لكي تُظهر أن حُكم شمال القطاع لا يزال في يدها.
  • ينبع الشلل الذي يتحدث عنه رئيس هيئة الأركان، أولاً وقبل كل شيء، من غياب مناقشة ما سيحدث في "اليوم التالي"، والرفض المطلق من نتنياهو لقول الكلمات الثلاث التي تطلبها منه الإدارة الأميركية: سلطة فلسطينية مجددة: الهيئة التي تريد واشنطن إشراكها في إدارة القطاع مستقبلاً، إذا كان من الممكن الحد من قوة "حماس" حتى ذلك الحين.
 

المزيد ضمن العدد