تحريك خطوة سياسية: هذا هو الوقت لتحديد هدف إضافي للحرب
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- حكومة إسرائيل أقرّت هدفَين مركزيَين لإنهاء الحرب - تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لـ"حماس"؛ وإعادة الرهائن. عليها إضافة هدف آخر لا يقلّ أهمية. الآن، يتم العمل على مبادرة برعاية أميركية لم تنضج حتى النهاية، لكن في مركزها الربط بين المساعدات العربية لإعادة إعمار غزة وبين مأسسة سلطة بديلة من "حماس"، وبين التطبيع بين القدس والرياض.
- وفي مقابل التطبيع، يطالب السعوديون، ومعهم الأميركيون، بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وحتى في محادثات التطبيع التي جرت قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تحدث السعوديون عن أفق سياسي، لكن بشكل أقل وضوحاً. الآن، وفي أعقاب الموجة المعادية لإسرائيل، والتي تتصاعد في المنطقة، باتت الرياض أكثر التزاماً بدولة فلسطينية. يجب القول، بوضوح، إن "حماس" نجحت في إعادة القضية الفلسطينية إلى العناوين.
- الإعلام السعودي الذي ينسجم مع نهج محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، يطرح صفقة تتضمن هذه الأطر. كما أن أقوال السفيرة السعودية في واشنطن، ريما بنت بندر، في منتدى "دافوس"، تعكس الدعم "لاندماج" إسرائيل في المنطقة، وهو نموذج مختلف عن اتفاقيات أبراهام. عندما سُئل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، خلال منتدى "دافوس"، هل في إطار مثل هذه الصفقة ستعترف السعودية بإسرائيل؟ فأجاب "طبعاً".
- حتى بعد مرور نحو 4 أشهر من الحرب وصور الدمار في غزة، فإن السعوديين يتركون الباب مفتوحاً لعقد اتفاق. المصالح والدوافع الخاصة بهم وبالولايات المتحدة لا تزال هي نفسها، حتى إنها تعززت، ونهاية حُكم "حماس" في غزة سيكون فرصة لتجديد هذا المسار.
- اتفاق تطبيع سعودي - إسرائيلي سيكون الإجابة اللائقة على "حماس" وإيران، اللتين أرادتا وقف مسار التطبيع. اتفاق كهذا سيمنح إسرائيل أرباحاً اقتصادية وشرعية أفضل في العالمَين العربي والإسلامي، ويعزز مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، ويقوي السياسة والأمن السعوديَين كقوة معارِضة ضد إيران. إسرائيل ستبدو كمن تفتح أبواباً للسلام، وتقطف ثماراً كثيرة من الإدارة الأميركية، وتستفيد من المساعدات العربية والمجتمع الدولي لإعمار غزة.
- لا يزال هناك تحديات جدية قبل تجديد الحوارات بشأن التطبيع؛ أولاً، المزاج الإقليمي العام ليس لمصلحة إسرائيل، ويبدو أننا سنحتاج إلى "فترة انتقالية" بعد الحرب تتضمن تغييراً سياسياً في إسرائيل. هذا بالإضافة إلى بدء عام الانتخابات في الولايات المتحدة، وهو ما يصعّب عليها التركيز على قيادة الخطوة. ولهذا، يجب إضافة المطالب السعودية، وعلى رأسها بناء بنية تحتية تتضمن تخصيب يورانيوم في أراضيها. إذا تغيّر الموقف السعودي من التخصيب، فسيكون على إسرائيل التمسك بالمبادرة الأميركية بقوة.
- السعوديون غير متحمّسين لتحمّل مسؤولية قطاع غزة، لا يريدون هذا الانشغال ووجع الرأس. لكنهم يريدون اتفاقاً أمنياً مع الولايات المتحدة، ولذلك، سيستثمرون وقتهم وثقلهم الاقتصادي والديني والسياسي، بالتعاون مع دول أُخرى، لصوغ الواقع الجديد في غزة.
- يجب أن يكون هذا الهدف جزءاً من أهداف الحرب. سيكون من الصعب على إسرائيل تحقيق أهداف الحرب الأصلية - التي لا تزال بعيدة عن التحقق - إن لم تتبنّ أهدافاً سياسية مكملة. تبنّي هذه الأهداف سيشكل رداً جيداً على إيران و"حماس"، ويقوي العلاقات مع الولايات المتحدة، ويساعد على دمج إسرائيل في المنظومة الإقليمية الكابحة لإيران.