اتهم وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش [رئيس حزب "الصهيونية الدينية"] قطر بإحباط جهود إسرائيل لتدمير حركة "حماس"، وأشار إلى أن هذه الدولة الخليجية تتعاون مع تلك الحركة للاحتفاظ بالمخطوفين الذين تحتجزهم كورقة مساومة لوقف القتال، وبالتالي الحفاظ على حُكم "حماس" في قطاع غزة.
وجاء اتهام سموتريتش هذا في سياق كلمة ألقاها في مؤتمر منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي الذي عُقد في عسقلان [جنوب إسرائيل] أمس (الخميس)، وقال فيها: "إن قطر تشجع الإرهاب وتموله، وتدفع به قدماً، وهي تلعب لعبة مزدوجة". وأضاف: "قطر هي أكبر عقبة أمام إعادة المخطوفين. يمكننا الوصول إلى جميع المخطوفين الـ136 غداً، إذا فرضت قطر على ’حماس’ إعادتهم جميعاً، وإذا فرض الغرب على قطر القيام بذلك".
ووفقاً لسموتريتش، لقطر مصلحة واضحة في الحفاظ على بقاء "حماس" واستمرار حُكمها في غزة وخارجها بعد الحرب، وهي تفعل كل ما في وسعها لإحباط جهود إسرائيل لتدمير القدرات العسكرية والسلطوية لـ"حماس" بشكل كامل. وأضاف أن الولايات المتحدة لديها نفوذ كبير على قطر، ويمكن أن تضغط عليها لإجبار "حماس" على إطلاق سراح المخطوفين، لكنها لم تفعل ذلك "لأن هناك أشخاصاً لديهم مصالح مالية عميقة مرتبطة بقطر. وهذا نفاق كبير، وعلى إسرائيل رفع القناع عن هذا النفاق".
وكان سموتريتش نشر أول أمس (الأربعاء) بياناً في موقع "إكس" ("تويتر" سابقاً) قال فيه إن الدوحة هي "راعية ’حماس’ ومسؤولة إلى حد كبير عن المذبحة التي ارتكبتها هذه الحركة بحق المواطنين الإسرائيليين يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. إن تعامُل الغرب معها يتسم بالنفاق، ويستند إلى مصالح مالية غير لائقة. ويمكن للغرب، بل وينبغي له، أن يستخدم نفوذاً أقوى بكثير ويطلق سراح المخطوفين على الفور". وأضاف أن هناك شيئاً واحداً مؤكداً، هو أن قطر لن تشارك، بأي شكل من الأشكال، في إدارة قطاع غزة في "اليوم التالي للحرب".
وجاءت أقوال سموتريتش هذه بعد أن انتقدت وزارة الخارجية القطرية أول أمس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لقوله في تسجيل بثته إحدى قنوات التلفزة الإسرائيلية، إن قيام الدوحة بدور الوسيط بين إسرائيل و"حماس" يُعتبر إشكالياً. كما بدا أن نتنياهو يعبّر عن خيبة أمله تجاه الولايات المتحدة لعدم ممارسة مزيد من الضغوط على قطر لإطلاق المخطوفين الإسرائيليين. كما قال نتنياهو إنه مؤخراً، غضب جداً من الأميركيين لتجديدهم اتفاقاً يمدّد الوجود العسكري الأميركي في قاعدة في قطر لعشرة أعوام إضافية.
واستنكر الناطق بلسان وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أقوال نتنياهو هذه، واعتبرها غير مسؤولة، ومُعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء. وأضاف أن على نتنياهو عدم الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وأن يقرر، بدلاً من ذلك، العمل بحسن نية والتركيز على إطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين.
وجاء الرد القطري في الوقت الذي تسعى الدوحة وواشنطن للتوسط في اتفاق جديد لإطلاق سراح المخطوفين بين إسرائيل و"حماس"، في موازاة تقارير في الأيام الأخيرة تفيد بحدوث تقارُب بين الجانبين. لكن المسؤولين الإسرائيليين نفوا، الليلة قبل الماضية، التقارير بشأن وجود تقدُّم في المحادثات، وذكرت تقارير أن "حماس" شددت موقفها.
يُذكر أن قطر وواشنطن قامتا بدور فعّال في التفاوض بشأن هدنة لمدة أسبوع في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أدت إلى إطلاق سراح أكثر من 100 مخطوف إسرائيلي. وفي مقابل إطلاق سراح هؤلاء، وافقت إسرائيل على الإفراج عن نحو 240 أسيراً فلسطينياً وزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة.
ويُعتقد أن 136 من بين 253 شخصاً اختطفتهم "حماس" في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ما زالوا في غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 28 من المخطوفين الذين ما زالوا محتجزين لدى "حماس"، مستنداً إلى معلومات استخباراتية جديدة ونتائج جمعتها القوات العاملة في غزة. وحتى الآن، تم انتشال جثث 11 مخطوفاً من القطاع، بينهم ثلاثة قُتلوا برصاص الجيش عن طريق الخطأ.
وتحتجز "حماس" أيضاً مدنيَين إسرائيليَين، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما في قيد الحياة، بعد دخولهما إلى القطاع بمحض إرادتهما في سنتَي 2014 و2015 تباعاً، بالإضافة إلى احتجازها جثتَي الجنديَين الإسرائيليَين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ سنة 2014.