لدى يهود الشتات فرصة استثنائية لمساعدة إسرائيل
المصدر
مكور ريشون

صحيفة إسرائيلية يومية بدأت بالظهور في سنة 2007. تميل نحو مواقف اليمين وتؤيد نشاطات المستوطنين في الضفة الغربية، كما تعكس وجهة نظر المتدينين في إسرائيل.

  • مؤخراً، كشفت جمعية الاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية، حجم تبرعات الجاليات اليهودية لإسرائيل خلال الحرب، ووصل إلى رقم قياسي يزيد عن 750 مليون دولار، توزعت على 450 جمعية إغاثة إسرائيلية. هذه شهادة إضافية بأنه في اللحظات المصيرية، وعلى الرغم من الخلافات، فإن يهود العالم يقفون إلى جانب المجتمع الإسرائيلي، ويمنحونه قبة حديدية اقتصادية.
  • وبالإضافة إلى التبرعات والدعم العلني لإسرائيل، فإن الحرب الحالية تخلق فرصة استثنائية لدى الجاليات اليهودية لتكون جزءاً فاعلاً أكثر من أي وقت مضى: مساعدة إسرائيل على صوغ "اليوم التالي للحرب".
  • بالنسبة إلى الجاليات اليهودية في شمال أميركا، فإن الحرب الحالية تختلف عن الجولات القتالية السابقة التي خاضتها إسرائيل. فأولاً، عُمق الصدمة والاشمئزاز مما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، يبدو واضحاً في أوساط يهود الولايات المتحدة وكندا، وأيضاً بقية اليهود في العالم، وذلك بسبب الارتباط العاطفي والديني والقومي بدولة إسرائيل. فضلاً عن أن جزءاً من القتلى والمصابين في المذبحة هم من أبناء هذه الجاليات وأحفادها، وهو ما يعزز شعور الشراكة في المصير. مركّب آخر إضافي يربط يهود شمال أميركا أكثر بالحرب، هو ارتفاع حدة معاداة السامية التي تعانيها هذه الجاليات، وتشعر بها في الولايات المتحدة وكندا، منذ اندلاع حرب "السيوف الحديدية". هذا كله، يجعل يهود شمال أميركا متأثرين أكثر من أي وقت مضى، ولديهم مصلحة مباشرة في أداء دور فيما يجري في المنطقة.
  • المشاركة الوثيقة للولايات المتحدة في الحرب تشكل فرصة للجاليات في شمال أميركا من أجل توسيع قدراتهم على التأثير. الولايات المتحدة تدخل عام انتخابات، وقريباً، سيبدأ المرشحون بالبحث عن الأصوات اليهودية. ويتوجب على الجاليات اليهودية أن تستغل الفرصة لوضع مطالب من المرشحين، ومن الإدارة الحالية، وتتطرق إلى سياسات الولايات المتحدة بشأن "اليوم التالي للحرب" في غزة.
  • أحد الأمثلة لهذه المطالب يمكن أن يكون مطالبة الإدارة بوقف التمويل السنوي للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى)، وذلك بسبب دعمها "الإرهاب"، والتحريض ضد إسرائيل. الحرب الأخيرة عززت المعلومات المعروفة منذ أعوام: الوكالة مشارِكة بشكل فعال في دائرة التحريض والكراهية ضد إسرائيل. فالتقارير التي نُشرت مؤخراً تكشف كيف دعم عشرات المعلمين، علناً،"مذبحة" 7 تشرين الأول/ أكتوبر. هذا بالإضافة إلى أن الجيش كشف عن مشاركة موظفي الأونروا بشكل مباشر في القتال في قطاع غزة، كوجود أحد المخطوفين في بيت موظف في الوكالة، بالإضافة إلى وجود سلاح وأدوات قتالية تم إيجادها في المدارس التابعة للوكالة.
  • الجاليات اليهودية في شمال أميركا تواجه بنفسها معاداة السامية اليوم، ولدى هذه الجاليات فرصة للتأثير في تغيير الوضع القائم، من خلال التأثير في دعم حكوماتهم للأونروا. لديهم القدرة على مطالبة الإدارة الأميركية بوقف تمويل الأونروا، والمطالبة ببديل تعليمي آخر، معتدل ويبحث عن السلام في قطاع غزة في "اليوم التالي للحرب".
  • الاهتمام بالأونروا ليس جديداً بالنسبة إلى الجاليات اليهودية في أميركا. ففي سنة 2021 مثلاً، طالبت جمعية "نساء هداسا" الأمم المتحدة بالعمل من أجل زيادة الشفافية والمسؤولية في الأونروا. وفي السنة نفسها، نشرت جمعية الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة بيان إدانة للمضامين التعليمية المعادية لإسرائيل، والتي تشجع على العنف، وتم الكشف عنها في مناهج الأونروا. معنى هذا أن لدى يهود شمال أميركا الخبرة المثبتة في التعامل مع الموضوع.
  • الجاليات اليهودية يمكنها أن تستمد الدعم من خطوات أخرى تحدث في الولايات المتحدة بشأن هذا الموضوع. فمطالبة الجمهوريين،على سبيل المثال، بدعوة رئيس وكالة الأونروا للمحاسبة والإدلاء بشهادته بشأن مصير الأموال التي تتلقاها الوكالة من الولايات المتحدة، أو اقتراح القانون الذي يفرض الشفافية على الأونروا، هي أمثلة جيدة لمسارات داخلية في الولايات المتحدة ضد الوكالة، وتقودها مجموعات لديها تأثير في الدولة. هذا معناه أن الجاليات اليهودية لن تجد نفسها وحيدة في المعركة. النشاطات اليوم في الإطار المحلي في الولايات المتحدة تمنح الجاليات اليهودية شرعية للعمل بطريقة فاعلة أكثر.
  • يواجه يهود أميركا اليوم تحديات غير بسيطة داخلياً. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم أثبتوا وقوفهم الصلب إلى جانب إسرائيل مباشرةً، بعدما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. المساعدات السخية والدعم العلني لإسرائيل يساهمان كثيراً في الحصانة القومية للمجتمع الإسرائيلي في هذه الأيام العصيبة.
  • الآن، تخلق الحرب الحالية والظروف السياسية في الولايات المتحدة  فرصة استثنائية لتوسيع القبة الحديدية التي تمنحها لإسرائيل. طرد الأونروا من قطاع غزة والضفة، كجزء من واقع "اليوم التالي للحرب"، يمكن أن يكون نموذجاً من عدة نماذج لخطوات يمكن ليهود الشتات قيادتها بشكل فعال ومؤثر إزاء الحكومات، وذلك بهدف خلق أجواء من الاعتدال والتأييد للسلام في منطقتنا. اختيار هذه الاستراتيجيا، هو المطلوب في هذا الوقت، وستكون شهادة دائمة على حلف الدم بين إسرائيل ويهود الشتات في شمال أميركا.