تقرير: 12 وزيراً و15 عضو كنيست يشتركون في مؤتمر يدعو إلى إعادة الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

شارك 12 وزيراً و15 عضو كنيست من الائتلاف الحكومي في مؤتمر نظّمه "ائتلاف منظمات من أجل الاستيطان في قطاع غزة"، هدفه إطلاق الدعوة إلى إعادة الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة، وعُقد في القدس مساء أمس (الأحد) بحضور آلاف الأشخاص.

وعُقد المؤتمر تحت عنوان "الاستيطان يحقق الأمن والنصر"، بمبادرة أطلقها رئيس مجلس المستوطنات في شمال الضفة الغربية يوسي داغان، وحركة "نحالا" الاستيطانية، وعدة وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى عدد من الحاخامين.

وقال داغان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، قبل بدء أعمال المؤتمر: "فقط الاستيطان، يحقق الأمن والانتصار. ويتعيّن علينا تقديم إجابة بشأن "اليوم التالي للحرب" على غزة واستعادة الكرامة القومية. لا يعقل أن يُقتل جنودنا في غزة من أجل أن نقدمها إلى السلطة الفلسطينية ’الداعمة للإرهاب’ على طبق من ذهب".

وكان نتنياهو أبدى، على الملأ، معارضته عودة الاستيطان إلى مستوطنات "غوش قطيف" التي أخلتها إسرائيل في إطار "خطة الانفصال" الأحادية الجانب في سنة 2005، لكنه لم يمنع الوزراء وأعضاء الكنيست من حزب الليكود من المشاركة في المؤتمر. كما دعا بعض وزراء الليكود، علناً، إلى المشاركة في المؤتمر، وفي مقدمتهم وزير الثقافة ميكي زوهر ووزير السياحة حاييم كاتس.

وقال زوهر في سياق كلمته أمام المؤتمر: "إن الاستيطان وحده يجلب الأمن. وإن الأمر الواضح بعد المجزرة يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، أن حماقة اقتلاع المستوطنات من ’غوش قطيف’ وشمال الضفة، يجب تصحيحها. لقد أدى هذا الاقتلاع إلى إيجاد ’الوحش النازي’ في قطاع غزة، و’موجة الإرهاب’ التي خرجت من شمال الضفة في الأعوام الأخيرة. إن إلغاء قانون الانفصال في شمال الضفة والعودة إلى حومش [إحدى مستوطنات الضفة التي تم إخلاؤها في إطار "خطة الانفصال" في سنة 2005] هما بداية الإجابة. والتصحيح وإعادة الأمن يمرّان من خلال توجيه ضربة عسكرية قوية إلى ’حماس’، ومن خلال تجديد الاستيطان في شمال القطاع وشمال الضفة".

وبرز بين الوزراء المشاركين في مؤتمر تعزيز الاستيطان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وأوريت ستروك وشلومو كرعي وعميحاي إلياهو وغيرهم.

وقال بن غفير، في سياق كلمة ألقاها خلال المؤتمر: "الآن نفهم أن الهرب يؤدي إلى حرب، وإذا أردنا عدم تكرار هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، يجب العودة والسيطرة على الأرض، وتشجيع هجرة الفلسطينيين، وسنّ قانون الموت ’للمخربين’، وإعدام عناصر النخبة، الواحد تلو الآخر". 

وخلال كلمة بن غفير، هتف الحاضرون "فقط الترانسفير، يحقق السلام"، فردّ عليهم قائلاً: "أنتم على حق، يجب تشجيع الهجرة الطوعية".

من جانبه، قال سموتريتش: "إن شعب إسرائيل يقف على مفترق طرق مهم. يجب أن نقرر ما إذا كنا سنهرب من الإرهاب مرة أُخرى، أو ما إذا كنا سنتعلم الدرس، ونستوطن في بلادنا، بطولها وعرضها، ونسيطر عليها، ونحارب الإرهاب. من دون استيطان لا يوجد أمن، ومن دون أمن في "غلاف غزة" لن يكون هناك أمن في إسرائيل كلها. سيكون علينا العودة إلى غزة واحتلالها".

وفي ختام المؤتمر، وقّع الوزراء وأعضاء الكنيست المشاركون فيه "معاهدة النصر وتجديد الاستيطان في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية".

وانتقد رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة في إسرائيل عضو الكنيست يائير لبيد هذا المؤتمر.  

وقال لبيد في بيان نشره في منصة "إكس" ("تويتر" سابقاً): "هذا المؤتمر يسبب ضرراً دولياً لإسرائيل، وضرراً لصفقة تبادُل أسرى محتملة، ويعرّض جنود الجيش الإسرائيلي للخطر. إن المؤتمر الاستيطاني لحزب الوزير بن غفير ["عوتسما يهوديت"] مع العديد من الوزراء من حزب الليكود، هو وصمة عار لنتنياهو، ولحزبه الذي كان ذات يوم في قلب المعسكر الوطني، وهو الآن ينجرّ بلا حول ولا قوة وراء المتطرفين".

هذا، وينصّ المخطط الذي تم عرضه في المؤتمر على إقامة نوى استيطانية إسرائيلية في قطاع غزة، وذلك في مشارف بيت حانون، شمالي قطاع غزة، وفي الساحل الجنوبي للقطاع، وفي خان يونس، وجنوبي رفح.