ذكر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أمس (الأحد)، إنه على الرغم من مرور 114 يوماً على القتال في قطاع غزة، فإن 80% من شبكة أنفاق حركة "حماس" لا يزال تحت القطاع سليماً.
وجاء هذا التقرير في الوقت الذي ما زال الجيش الإسرائيلي يخوض قتالاً شديد الكثافة في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، حيث تقاتل الفرقة 98 عناصر حركة "حماس" في المنطقة.
ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين رفيعي المستوى قولهم إنه من الصعب تقييم الأنفاق التي دمرتها القوات الإسرائيلية حتى الآن، لكنهم قدّروا أن ما بين 20 و 40% منها تضرر، أو أصبح غير صالح للاستخدام.
وأشار التقرير إلى أنه منذ إطلاق إسرائيل عمليتها العسكرية البرية في قطاع غزة في أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2023، عملت القوات الإسرائيلية على تدمير الأنفاق، واكتشفت مزيداً منها في شبكة تحت الأرض، بنتها حركة "حماس". كما أشار إلى أنه تم تفجير بعض الأنفاق وإغراق بعضها الآخر، ومع ذلك، فإن التقدم بطيء لأن العملية تستلزم رسم خرائط للممرات تحت الأرض، والتحقق من عدم وجود أفخاخ مفخخة ومخطوفين، قبل أن تتمكن القوات الإسرائيلية من تدميرها.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى للصحيفة إن هذه المهمة صعبة للغاية، ويتم إجراؤها ببطء، وبحذر شديد. وأضاف: "هذه حرب مدن غير مسبوقة على مستوى العالم".
ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه يُعتقد أن زعيم "حماس" في غزة يحيى السنوار موجود في مركز قيادة في نفق أسفل خان يونس، إلى جانب بعض المخطوفين.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نشرت تقريراً في وقت سابق من هذا الشهر، أفاد بأن مسؤولين أمنيين إسرائيليين يقدّرون أن شبكة أنفاق "حماس" في قطاع غزة، يتراوح طولها بين 563 و724 كيلومتراً، وهي أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقاً.
وهذا التقدير في "نيويورك تايمز" كان أعلى من تقييم للقوات الإسرائيلية في الشهر الماضي، والذي قدّر أن هناك نحو 402 كيلومتر من أنفاق "حماس" تحت قطاع غزة.
من ناحية أُخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس استمرار عملية تطويق مدينة خان يونس، بالإضافة إلى التوغل فيها في الأيام الأخيرة، وذلك على الرغم من لجوء العديد من الفلسطينيين إليها، بعد النزوح من مناطق شمال غزة التي كانت محور الحرب في مراحلها الأولى.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته تواصل البحث عن شبكة الأنفاق في شمال غزة، وأنها في أثناء ذلك، قامت بقتل عدد من المسلحين، وعثرت على أسلحة في المنطقة.
وأشار الجيش إلى أنه في غضون ذلك، نزح عدد من الفلسطينيين من مدينة خان يونس في اتجاه مدينة رفح، بالقرب من حدود قطاع غزة مع مصر، حيث يتجمع معظم النازحين من شمال غزة، والذين يقدَّر عددهم بنحو 1.7 مليون شخص، بحسب منظمة الأمم المتحدة.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية إن كثيرين من هؤلاء النازحين يعيشون في الشوارع في ظروف بائسة للغاية.
وذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان صادر عنها، أن القدرة الجراحية لمستشفى ناصر في خان يونس، وهو المستشفى الأكبر في المدينة، أصبحت شبه معدومة.