معضلة بايدن
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • سُجّل تدهور كبير في المواجهة المستمرة بين الولايات المتحدة والميليشيات الموالية لإيران في العراق وسورية، بعد الهجوم الذي نفّذته الميليشيات، واستهدف القاعدة الأميركية في التنف (الواقعة في المثلث الحدودي بين سورية- والعراق والأردن)، والذي أصاب قاعدة في شمال شرق الأردن، وتسبب بمقتل 3 جنود أميركيين وجرح عشرات آخرين.
  • منذ بداية الحرب في غزة، نفّذت هذه الميليشيات أكثر من 150 هجوماً ضد أهداف أميركية، ردّت الولايات المتحدة عليها بسلسلة هجمات مضادة، بينها اغتيال قائد رفيع المستوى لهذه الميليشيات في قلب بغداد. وفي بيان خاص، اتهم الرئيس بايدن الميليشيات الموالية لإيران بالعملية، وقال: "يجب ألّا يكون هناك أي شك في أننا سنصفّي حسابنا مع كل المسؤولين في الوقت والطريقة اللذين نختارهما".
  • عدد القتلى الناتج من هجوم الميليشيات هذه المرة يزيد في حدة المعضلة التي تواجهها إدارة بايدن، منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر، بشأن ردودها على الهجمات المستمرة من طرف حلفاء إيران في الخليج. وعلى الرغم من قول الناطقين بلسان الإدارة الأميركية، إن إيران هي التي توجّه وتساعد على العمل ضد الأهداف الأميركية، فإن الولايات المتحدة امتنعت، حتى الآن، من الرد مباشرة ضد إيران. فمن جهة، لا تزال هناك مصلحة للإدارة الأميركية في عدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع إيران، ومن جهة ثانية، فإن صدقية الردع الأميركي على المحك، ويزداد التخوف من أن إظهار الضعف سيشجع على زيادة حدة الهجمات ضد أهداف أميركية.
  • كما أن تفاقُم حدة المواجهة يزيد المطالبات في العراق بخروج القوات الأميركية، وهذا يتعارض مع المصلحة الأميركية. وفي ضوء الضغوط السياسية في سنة انتخابات، استغل الرئيس السابق دونالد ترامب الأحداث لمهاجمة بايدن، وازدادت دعوات المشرّعين الأميركيين إلى الرد مباشرةً على إيران. بالتأكيد، بايدن لا يرغب في الظهور كرئيس ضعيف، لكنه يعلم بأن التورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط ستضرّ بتطلعاته السياسية.
  • من المعقول الافتراض أن الولايات المتحدة ستردّ على الهجوم الأخير بقوة أكبر بكثير من ردودها حتى الآن. من جهة أُخرى، ثمة شك في أن هجوماً واسعاً وكبيراً على أهداف لها علاقة مباشرة بالميليشيات، سيستهدف أهدافاً في داخل الأراضي الإيرانية. مع ذلك، لا يمكن استبعاد احتمال اختيار مسار وسط عبر شنّ هجمات على أهداف تابعة لإيران، لكنها غير موجودة في داخل أراضيها (في البحر، أو في العراق أو سورية). في أي حال، من المحتمل عدم توقّف المواجهات بين الطرفين، وخطر حدوث تدهور واسع النطاق في الخليج لا يزال على حاله، وربما ازداد.