من دون غانتس وأيزنكوت في الحكومة، لن يكون هناك مَن يوازن الضغوط التي يمارسها بن غفير وسموتريتش
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
- ماذا يريد هؤلاء الذين يطالبون غانتس وأيزنكوت بالانسحاب من الحكومة؟ ماذا يعتقدون أنه سيحدث في اليوم التالي لانسحابهم؟ هل سينامون بشكل أفضل في الليل عندما لا يكونان في مواقع صُنع القرار؟ وكيف لا يرتعدون خوفاً من مجرد التفكير في أن مَن سيملأ الفراغ سيكون هؤلاء الذين رقصوا هذا الأسبوع فرحاً (وكيف يمكن أن يفرح الإنسان عموماً في هذه الأيام؟) في مؤتمر النصر المجنون؟
- لا شك في أن كل حدث، أو تصريح استفزازي، وكل تحدٍّ غير ضروري للمجتمع الدولي، وكل مقولة تُرسل مباشرة إلى المحكمة في لاهاي - تجعل بقاء غانتس وأيزنكوت في الحكومة أصعب، ويمكن التقدير أنهما يفكران كثيراً في جدوى البقاء هناك.
- كثيرون من الأشخاص في المنظومة السياسية، وأيضاً في وسائل الإعلام، يطالبونهم بعدم البقاء، ووقف الدعم لنتنياهو. أمّا ما يتم تجاهُله، فهو أن كلاهما لا يدعم نتنياهو فقط، إنما يدعم الدولة أيضاً. كما يتجاهل هؤلاء أيضاً أن انسحابهم لن يؤثر في نتنياهو سياسياً، الذي لا يزال يملك 64 مقعداً، خائفاً وصامتاً في جعبته. الضرر الوحيد سيلحق بالدولة. وعندما نفهم إسقاطات خطوة كهذه، لا يمكن عدم التفكير في أن مَن يحاول دفع غانتس وأيزنكوت خارج الحكومة، لديه حسابات سياسية ضيقة.
- وتحديداً بسبب عدم المسؤولية المقلق لدى أعضاء الائتلاف في أيام الحرب الصعبة، وبسبب المصالح السياسية الخاصة لرئيس الحكومة، وبسبب صمت الجهات المعتدلة داخل "الليكود" - ممنوع بأي شكل من الأشكال أن يخرج غانتس وأيزنكوت من الحكومة، ومن مجلس الحرب. إذا انسحبا، فيمكن أن نجد أنفسنا مع مجلس حرب يجلس فيه إلى جانب نتنياهو، غالانت وديرمر وسموتريتش وبن غفير، بدلاً من غانتس وأيزنكوت. وحتى لو لم يحدث هذا، فمن دون غانتس وأيزنكوت، لن يكون هناك مَن يحاول موازنة ضغوط بن غفير وسموتريتش التي يمارسانها من أجل تحقيق مصالحهم التي لا يبدو أنها تتضمن صفقات لإعادة الرهائن، لكنها تتضمن العودة إلى الاستيطان في غزة، وهو في نظرهم، هدف شرعي يمكن إرسال الجنود من أجله إلى المعركة.
- وفي هذا السياق، وعلى الرغم من أن هذا الأمر معروف، فإنه يجب التذكير بأن الخبرة العسكرية غير موجودة كلياً لدى بن غفير، وقليلة جداً لدى سموتريتش، وذلك للتذكير بالإطار الأخلاقي لكل مَن يحاول تطبيق الأجندات العسكرية الخاصة بهما.
- حتى في الوقت الحالي، إن مجرد التفكير في أنهما جزء من دائرة اتخاذ القرار الكبيرة في دولة إسرائيل، يبدو أمراً غير معقول. وهما يثبتان في كل يوم، وبصورة خاصة بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إلى أي حد هما لا يستحقان هذا المنصب، ومجرد التفكير في أنهما، بانسحاب غانتس وأيزنكوت، سيحصلان على ترقية في مكانتهما وتأثيرهما - مقلق جداً.
- وفي هذه الظروف، وعلى الرغم من التحديات، يمكن لغانتس وأيزنكوت التعبير عن احتجاجهما، والضغط، وأيضاً تلقّي الانتقادات من خارج الحكومة، لكن المهم هو عدم خروجهما من الحكومة الآن. يجب عليهما عدم تركنا معهما، لأن هذا يمكن أن يكون خطِراً جداً.