تقرير: في أعقاب وزير الخارجية البريطاني، بلينكن يُصدر توجيهات بشأن العمل على درس إمكان الاعتراف الأميركي والدولي بدولة فلسطين في إطار الرؤية الأميركية لمستقبل القضية الفلسطينية في "اليوم التالي للحرب"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

ذكر مسؤولان رفيعا المستوى في واشنطن أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أصدر أمس (الأربعاء) توجيهات إلى المسؤولين في وزارته بالعمل على درس إمكان الاعتراف الأميركي والدولي بدولة فلسطين في إطار الرؤية الأميركية لمستقبل القضية الفلسطينية في "اليوم التالي للحرب" الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأشار المسؤولان ذاتهما في تصريحات أدليا بها إلى موقع "أكسيوس" الأميركي، إلى أن هذه التوجيهات تأتي في أعقاب تصريحات بهذا الشأن صدرت عن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في مطلع الأسبوع الحالي، لمّح فيها إلى وجود مبادرات دبلوماسية تهدف إلى تحقيق تقدُّم لا رجعةَ فيه في اتجاه حل الدولتين.

واعتبر موقع "أكسيوس" أن هذه الخطوة تشير إلى تحوّل في التفكير داخل أوساط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إزاء كل ما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ إن السياسة التي اعتمدتها واشنطن في هذا الشأن لعقود من الزمن، هي معارضة الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، سواء على المستوى الثنائي، أو من خلال مؤسسات الأمم المتحدة، والتأكيد أن الدولة الفلسطينية لا يجب أن تتحقق إلاّ من خلال المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين آخرين قولهم إن مراجعة مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ما هي إلاّ واحدة من عدة قضايا طلب فيها بلينكن من وزارة الخارجية الأميركية إجراء مراجعات وتقديم توصيات سياسية بشأنها، وإن الغرض من هذه المراجعة هو النظر في الخيارات المتعلقة بكيفية تنفيذ حل الدولتين بطريقة تضمن الأمن لإسرائيل.

هذا وأشارت تقارير إعلامية أميركية أمس إلى أن بلينكن سيزور الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة، وذلك في خامس زيارة له للمنطقة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أكد في سياق خطاب أمام مجلس العموم البريطاني، يوم الاثنين الماضي، أن بريطانيا تدرس احتمال الاعتراف بالدولة الفلسطينية كوسيلة لممارسة الضغط على إسرائيل لقبول حل الدولتين بعد وقف إطلاق النار في غزة.

وقال كاميرون إن مثل هذا الاعتراف، بعد إطلاق "حماس" سراح جميع المخطوفين، سيمثل تقدماً لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، والأهم من ذلك إقامة دولة فلسطينية. وأضاف: "لدينا مسؤولية هناك، لأنه يجب أن نبدأ بتحديد شكل الدولة الفلسطينية، ماهية تركيبتها، وكيف ستعمل. وبينما يحدث ذلك، سننظر مع حلفائنا في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة. قد يكون هذا أحد الأشياء التي تساعد على جعل هذه العملية لا رجعة فيها".

وأشار كاميرون إلى الجهود الجارية لإنهاء الحرب في غزة، مشيراً إلى أنه في الإمكان الآن رؤية طريق يمكن إحراز تقدُّم حقيقي عبره، ليس فقط في إنهاء الصراع، بل أيضاً في التقدم في إيجاد حل سياسي يمكنه تحقيق السلام لأعوام. كما انتقد إسرائيل لفشلها في إحراز تقدُّم نحو إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأكد أنه على الرغم من ارتفاع مستوى المعيشة في إسرائيل على مدى العقود الثلاثة الماضية فإن فشلها في ضمان أمن مواطنيها يعني أن الأعوام الثلاثين الماضية كانت فاشلة.

وعكسَ خطاب كاميرون هذا مقالة رأي نشرها في اليوم السابق في صحيفة "ذا ميل أون صنداي"، وكتب فيها أن بريطانيا يجب أن تعطي الفلسطينيين منظوراً سياسياً لطريق واقعية تفضي إلى دولة فلسطينية ومستقبل جديد.