نتنياهو فهم أن بطاقته السياسية هي عودة ترامب إلى البيت الأبيض
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • المواطنون الإسرائيليون واتجاهات اقتراعهم هما أقل ما يهم نتنياهو حالياً. رئيس الحكومة يضع نصب عينيه جمهوراً واحداً مؤلفاً من 6 أشخاص فقط: بن غفير [زعيم قوة يهودية]؛ سموتريتش [زعيم الصهيونية الدينية]؛ درعي [زعيم حزب شاس]؛ غفني [يهدوت هتوراه]؛ غولدكنوف [حزب أغودات يسرائيل]؛ ودونالد ترامب. هو بحاجة إلى وجود سياسيين في الائتلاف يسمحون له بالاستمرار في تولّي منصبه، وأن يكون الفائز في انتخابات  الرئاسة الأميركية، في تشرين الثاني/نوفمبر، لطيفاً معه.
  • لقد فهم نتنياهو أن وضعه في استطلاعات الرأي لم يتغير بصورة جوهرية، كما أدرك أن ليس لديه سبب، أو مصلحة شخصية سياسية في إجراء انتخابات، في الوقت الذي شهدت ولايته أكبر كارثة في تاريخ دولة إسرائيل، وبالتالي، فإن البطاقة الوحيدة التي ما زالت في جعبته هي عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بعدها التقارب السياسي بين الحُكمين الديكتاتوريَين الناشئَين.
  • صحيح أن نتنياهو تأخر، إلى حد ما، في تهنئة جو بايدن بفوزه في الانتخابات، لكن بيبي ودونالد لم يظلا صديقَين مقربَين كما كانا. فنتنياهو يدرك أنه بالإضافة إلى حفاظه على الائتلاف، عليه أن يثبت لترامب "توبته" و"عودته إلى حضن صديقه القديم"، وهذا أمر خطِر للغاية بالنسبة إلينا...
  • يشاهد نتنياهو الاستطلاعات في الولايات المتحدة والضرر الذي لحِق بمكانة بايدن نتيجة الحرب. وهو يرى، ويرغب في استمرار الحرب لأن معنى ذلك حديث سياسي أقل في إسرائيل، ومساءلة داخلية أقل، وكذلك تأييد أقل في الولايات المتحدة لبايدن الذي دفعه حرصه الصادق على المواطنين الإسرائيليين إلى الوقوف إلى جانبنا، والآن، هو يشعر بأنه لُدغ من العقرب نتنياهو. لكن الخطر لا يكمن فقط في استمرار القتال فقط، بل أيضاً في تأخر مجيء المساعدة الأميركية البالغة نحو 14 مليار دولار، والتي لم تعد الإدارة الأميركية ترغب في مواصلة الدفاع عنها في الكونغرس الذي يعرقلها لأسبابه الخاصة.
  • نتنياهو مهتم بالغموض والمماطلة اللذين حتى لو أبعدا الناخبين عنه، فإنهما يقرّبان بن غفير وسموتريتش اللذين لا يريدان الخروج من غزة، ولا خطة لسيطرة فلسطينية مدنية في القطاع.  بالنسبة إليهما، ماذا سيحدث  لو استمر مقتل الجنود من دون هدف واضح للقتال، وماذا لو بقيَ المخطوفون في الأسر، وماذا لو بقي الاقتصاد الإسرائيلي، المحتاج إلى الأوكسيجين، من دون المليارات الأميركية الموعودة، المهم أن الشركاء في إسرائيل، ومن نغازله في الولايات المتحدة راضون.
  • بالنسبة إلينا كمواطنين إسرائيليين، الدرس هو أن الانتخابات في الولايات المتحدة لا تتعلق فقط بمستقبل الشعب الأميركي، بل أيضاً بمستقبلنا. يجب أن نفهم أننا سنشهد قريباً ابتعاد الإدارة الأميركية عن حكومة نتنياهو. ويجب أن نفهم، وأن نقبل أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي سيحاول بايدن من خلالها استعادة الناخبين المتحفظين عن التأييد الأميركي القاطع لإسرائيل، والآن، في مواجهة برودة نتنياهو، لم يعد لديه سبب للاستمرار في هذا التأييد.
  • علينا أن نتذكر أنه إذا لم يصل بايدن إلى البيت الأبيض، فمن المعقول ألّا يكون لدينا ديمقراطية لأن نتنياهو سيشعر بأنه قوي، وسيعود إلى الدفع قدماً بالانقلاب القضائي، سواء من خلال سنّ القوانين، أو من خلال خطوات على الأرض، ويمكن أن يحصل على التشجيع من نصير الديكتاتورية إذا وصل إلى البيت الأبيض. وسنبقى مع صدمة 7 أكتوبر، ومع دولة لا علاقة لها  بالرؤيا الصهيونية للدولة القومية الديمقراطية للشعب اليهودي.
 

المزيد ضمن العدد