اقترحت حركة "حماس" خطة لوقف إطلاق النار، من شأنها أن تشهد هدنة تستمر أربعة أشهر ونصف الشهر، يتم خلالها إطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين على 3 مراحل، وتؤدي إلى نهاية الحرب.
وجاء اقتراح "حماس" هذا رداً على الخطوط العريضة المقترحة للهدنة وصفقة التبادل التي أُرسلت إليها الأسبوع الماضي، بوساطة قطرية ومصرية، وبدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال مصدر قريب من المفاوضات التي أفضت إلى هذه الخطة لوكالة "رويترز" للأنباء، إن ردّ "حماس" لا يتطلب ضمانة لوقف دائم لإطلاق النار في البداية، لكنه يصرّ على ضرورة الاتفاق على نهاية الحرب خلال الهدنة، قبل إطلاق سراح كل المخطوفين.
ويتضمن الرد 3 مراحل، مدة كل مرحلة منها 45 يوماً. وينصّ على تبادُل المخطوفين الإسرائيليين المتبقين ممن احتجزتهم الحركة يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بأسرى فلسطينيين. وينصّ أيضاً على البدء بإعادة إعمار قطاع غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل وتبادُل جثث القتلى.
ووفقاً لردّ "حماس"، سيتم إطلاق المخطوفين من النساء والذكور دون سن الـ 19 عاماً وكبار السن والمرضى خلال المرحلة الأولى التي تبلغ مدتها 45 يوماً، في مقابل الإفراج عن النساء والأطفال الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. ولا يذكر الردّ، بوضوح، ما إذا كانت المرحلة الأولى تضم الجنديات الإسرائيليات. ويبدأ تنفيذ المرحلة الثانية بعد أن ينتهي الجانبان من المباحثات غير المباشرة بشأن المتطلبات اللازمة لاستمرار وقف العمليات العسكرية المتبادلة والعودة إلى حالة الهدوء التام. وتشمل المرحلة الثانية إطلاق جميع المخطوفين الرجال، ويتم تبادُل الجثث بين الجانبين خلال المرحلة الثالثة. وتتوقع "حماس" أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب بحلول نهاية المرحلة الثالثة.
وجاء في ملحق للرد أن "حماس" تسعى لإطلاق سراح 1500 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، تريد اختيار ثلثهم من قائمة الفلسطينيين الذين يمضون أحكاماً بالسجن المؤبد. كما أنها تتطلع إلى أن تزيد الهدنة في تدفّق المواد الغذائية وغيرها من المساعدات إلى السكان في غزة بمعدل لا يقل عن 500 شاحنة يومياً.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية التي تربطها علاقات بحزب الله، إنها اطّلعت على ردّ "حماس"، ويتضمن ملحقاً يفصّل المرحلة الأولى من الاقتراح. وبحسب الصحيفة، ستشهد المرحلة الأولى انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الآهلة، والسماح للأمم المتحدة بإقامة مخيمات للسكان. كما ستشهد هذه المرحلة وقف كلّ أشكال النشاط الجوّي، بما فيها الاستطلاع، طوال مدّة هذه المرحلة. كما أن الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية يجب أن يشملوا عرباً من إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن اقتراح "حماس" يتطرّق إلى أمور أُخرى، وهي: حرية حركة سكان غزة، بمن فيهم المرضى والجرحى، عبر رفح إلى مصر؛ دخول المعدات الثقيلة إلى القطاع لإزالة الركام والأنقاض؛ استبدال معدات وزارة الصحة والدفاع المدني؛ إعادة بناء المستشفيات؛ إنشاء مخيمات لإيواء السكان؛ توفير ما لا يقل عن 60.000 من المساكن الموقتة، بالإضافة إلى 200.000 خيمة إيواء، بمعدل 50.000 خيمة كل أسبوع؛ البدء بإعمار وإصلاح البنية التحتية في جميع مناطق القطاع وإعادة تأهيل شبكات الكهرباء والاتصالات والمياه؛ إقرار خطة إعمار البيوت والمنشآت الاقتصادية والمرافق العامة وجدولة عملية الإعمار في مدة لا تتجاوز الثلاثة أعوام؛ إعادة تزويد قطاع غزة بالوقود اللازم لإعادة تشغيل محطة توليد الكهرباء؛ التزام إسرائيل تزويد غزة بحاجاتها من الكهرباء والماء؛ إجراء مباحثات غير مباشرة من أجل استمرار وقف إطلاق النار؛ استئناف كل الخدمات الإنسانية المقدمة للسكان في كل مناطق القطاع من طرف جميع المنظمات الدولية والأمم المتحدة ووكالاتها، وبصورة خاصة الأونروا.
وذكرت "الأخبار" أيضاً أن "حماس" تطالب بعودة الأوضاع في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] إلى ما كانت عليه قبل سنة 2002. كما تطالب بأن يشمل الاتفاق ضمانات من روسيا وتركيا، بالإضافة إلى مصر وقطر والأمم المتحدة.