تقرير: سموتريتش يؤكد قيامه بمنع نقل شحنات الدقيق إلى قطاع غزة، في محاولة لتلافي وصولها إلى وكالة الأونروا، وبالتالي إلى "حماس"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أكد وزير المال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش [رئيس "الصهيونية الدينية"]، أنه يقوم بمنع نقل شحنات الدقيق إلى قطاع غزة، في محاولة لتلافي وصولها إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وبالتالي إلى حركة "حماس".

وأضاف سموتريتش، في تغريدة نشرها على منصة "إكس" ("تويتر" سابقاً) الليلة قبل الماضية، أنه يقوم، بالتنسيق مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بتقصّي آلية توزيع مختلفة تحول دون وصول المساعدات إلى "حماس". وتتهم إسرائيل بعض أعضاء الأونروا بالمشاركة في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، كما سبق أن اتهمتها، منذ فترة طويلة، بتوفير غطاء لـ "حماس" ودعْم "الإرهاب"، وتصاعدت الدعوات إلى حلها في الأسابيع الأخيرة منذ التقارير عن ضلوعها في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وقال سموتريتش إن هناك إجماعاً شاملاً في الحكومة الإسرائيلية على ضرورة منع المساعدات الإنسانية لغزة من الوصول إلى "حماس" عبر الأونروا.

وذكر موقع "إكسيوس"، أمس (الأربعاء)، أن إسرائيل تسعى لتسليم المساعدات الإنسانية إلى وكالات إغاثة أُخرى، كبرنامج الأغذية العالمي، على أمل أن يقوم سموتريتش بالسماح بتسليمهم الدقيق.

وأشار الموقع إلى أن منع شحنات الدقيق عن غزة ينتهك الالتزام الذي قطعته إسرائيل على نفسها للولايات المتحدة قبل عدة أسابيع، والذي وعد فيه نتنياهو بالسماح بدخول 150 شاحنة من الدقيق إلى القطاع. وكان من المفترض أن يصل الدقيق إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، وأن يدخل غزة عبر معبر كيرم شالوم [كرم أبو سالم]. وأكد الموقع أنه مع ذلك، ما زالت الشحنات محتجزة في ميناء أشدود منذ أسابيع.

وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في مؤتمر صحافي عُقد الليلة قبل الماضية، إن شحنة أميركية من الدقيق مرت فعلاً عبر إسرائيل إلى غزة، وأن وزارة الخارجية تتعاون مع الحكومة الإسرائيلية لمحاولة التأكد من استمرار دخول شحنات الدقيق. وأضاف أن الولايات المتحدة قامت بتمويل الدقيق الذي سيطعم 1.5 مليون نسمة من سكان غزة لمدة خمسة أشهر، لأنه من الضروري أن يتمكن الناس من الوصول إلى الغذاء الذي سيوفره.

وقال ميلر: "لقد حصلنا على التزام من الحكومة الإسرائيلية بالسماح بإدخال هذا الدقيق، ونتوقع منهم الوفاء بهذا الالتزام."

وتجدر الإشارة إلى أن موضوع المساعدات الإنسانية إلى غزة كان مصدراً للتوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة منذ بداية الحرب، إذ مارست هذه الأخيرة باستمرار ضغوطاً على إسرائيل لزيادة عدد الشاحنات المسموح لها بدخول القطاع.

وفي مكالمة هاتفية جرت يوم الأحد الماضي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن لنتنياهو إن رئيس الحكومة فشل في الوفاء بالتزاماته بزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

ومن أجل مواكبة الطلب، فتحت إسرائيل معبر كيرم شالوم أمام المساعدات الإنسانية في كانون الأول/ديسمبر الماضي، إذ لم يتمكن معبر رفح على الحدود المصرية من التعامل مع الكميات بمفرده. لكن في الأسابيع الأخيرة، وصل متظاهرون يمينيون إلى معبر كيرم شالوم، ومنعوا الشاحنات التي تحمل المساعدات من الدخول إلى غزة. ويؤكد المتظاهرون أنه ينبغي عدم السماح بدخول المساعدات القطاع حتى يتم إطلاق جميع المخطوفين الإسرائيليين. وفي محاولة لحل المسألة، أعلن الجيش الإسرائيلي المنطقة في محيط المعبر الحدودي منطقة عسكرية مغلقة، لكن ذلك لم يمنع المتظاهرين من الوصول إلى المعبر بأي طريقة ممكنة لمواصلة منع المساعدات.