نتنياهو عقب اجتماع "الكابينيت": إسرائيل ترفض بصورة قاطعة أي إملاءات دولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، وتعارض الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ترفض بصورة قاطعة أي إملاءات دولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، كما شدّد على معارضة إسرائيل الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية بعد منتصف الليلة الماضية، وذلك في إثر الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية ["الكابينيت"] على خلفية التقارير التي تحدثت عن إمكان التحرك نحو اعتراف أميركي ودولي بدولة فلسطينية في إطار الرؤية الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط في "اليوم التالي" للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، المستمرة منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ونقل البيان عن نتنياهو قوله إن موقفه من الدولة الفلسطينية يتلخص في أن إسرائيل ترفض بصورة قاطعة الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، وستواصل معارضتها الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية. وأضاف: "لن يتم التوصل إلى تسوية إلاّ عبْر المفاوضات المباشرة بين الجانبَين من دون شروط مسبقة. إن الاعتراف بدولة فلسطينية في أعقاب 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي يمنح ’الإرهاب‘ جائزة ضخمة غير مسبوقة، ويمنع أي تسوية مستقبلية للسلام."

وشدد البيان على أن نتنياهو أوضح موقفه هذا خلال جلسة "الكابينيت".

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ذكرت أمس (الخميس) أن الولايات المتحدة وعدة شركاء عرب يُعدون خطة مفصلة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين، تتضمن جدولاً زمنياً ثابتاً لإقامة دولة فلسطينية، يمكن إعلانه في الأسابيع القليلة المقبلة.

وأضافت الصحيفة أن تنفيذ هذه الخطة يرتبط بصورة مباشرة باقتراح وقف القتال في قطاع غزة وإطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين المحتجَزين في القطاع، والذين يتم التفاوض بشأنهم بين الولايات المتحدة وقطر ومصر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وعرب قولهم إن من شأن وقف إطلاق النار الأولي، الذي من المتوقع أن يستمر لمدة 6 أسابيع على الأقل، أن يوفر الوقت لإعلان الخطة، وتجنيد دعم إضافي، واتخاذ الخطوات الأولية نحو تنفيذها، بما في ذلك تشكيل حكومة فلسطينية موقتة. وقالت إن المخططين يأملون أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المخطوفين قبل شهر رمضان، والذي سيبدأ في 10 آذار/مارس المقبل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي، لم تسمّه، قوله إن المفتاح هو صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق نار في غزة. وأشارت إلى مخاوف جديدة من أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي الذي يلوح في الأفق على رفح إلى دفع أزمة غزة نحو أبعادها القصوى، ودفن صفقة التبادل وجهود السلام الطويلة الأمد.

ومع ذلك، فقد لفت التقرير إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على خطوة كهذه.

وأشار التقرير إلى أن الخطة المقترحة تتضمن خطوات رفضتها إسرائيل في السابق ومن غير المرجح أن توافق عليها الحكومة اليمينية المتشددة الحالية، بما في ذلك إخلاء عدة مستوطنات في الضفة الغربية، وإقامة عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية، وتوفير الأمن وسلطة مشتركة للضفة الغربية وغزة.

وأشار التقرير إلى أن الأميركيين والشركاء يأملون أن يتم إقناع إسرائيل، عبْر الحصول على ضمانات أمنية، وإجراء تطبيع مع دول عربية أُخرى، كالسعودية.

وتجدر الإشارة إلى أن الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، كان قد أعلن، في كانون الثاني/يناير الماضي، أن الولايات المتحدة في صدد وضع خطة بشأن كيفية البدء بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وقبل ذلك، أفاد موقع "أكسيوس" أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أصدر تعليماته إلى موظفيه بتقييم الخيارات الممكنة للاعتراف بالدولة الفلسطينية من طرف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أن بلاده ستنظر مع حلفائها في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن أنه بلّغ الولايات المتحدة أنه يعارض إقامة دولة فلسطينية كجزء من أي سيناريو لما بعد الحرب على قطاع غزة.